المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ، فأمر في هذه السورة بالإجابة بأنه الجامع لصفات الكمال ، الواحد الأحد ، المقصود على الدوام في الحوائج ، الغني عن كل ما سواه ، المتنزه عن المجانسة والمماثلة ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له من خلقه نظير ولا مشاكل .

1- قل - يا محمد - لمن قالوا مستهزئين : صف لنا ربك : هو الله أحد لا سواه ، ولا شريك له .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة الإخلاص ، [ وهي ] مكية .

{ 1 - 4 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }

أي { قُلْ } قولًا جازمًا به ، معتقدًا له ، عارفًا بمعناه ، { هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } أي : قد انحصرت فيه الأحدية ، فهو الأحد المنفرد بالكمال ، الذي له الأسماء الحسنى ، والصفات الكاملة العليا ، والأفعال المقدسة ، الذي لا نظير له ولا مثيل .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الإخلاص

مقدمة وتمهيد

1- سورة " الإخلاص " من السور ذات الأسماء المتعددة ، وقد ذكر لها الجمل في حاشيته عشرين اسما ، منها أنها تسمى سورة التفريد ، والتجريد ، والتوحيد ، والنجاة ، والولاية ، والمعرفة ، والصمد ، والأساس ، والمانعة ، والبراءة . . ( {[1]} ) .

2- وقد ورد في فضلها أحاديث متعددة ، منها ما أخرجه البخاري عن أبي سعيد الخدري ، أن رجلا سمع رجلا يقرأ هذه السورة ، ويرددها ، فلما أصبح ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن " ( {[2]} ) .

قال بعض العلماء : ومعنى هذا الحديث : أن القرآن أنزل على ثلاثة أقسام : ثلث منها الأحكام ، وثلث منها وعد ووعيد ، وثلث منها الأسماء والصفات ، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات .

3- وقد ذكروا في سبب نزولها روايات منها : أن المشركين قالوا : يا محمد ، انسب لنا ربك ، فأنزل الله –تعالى- هذه السورة الكريمة . . ( {[3]} ) .

وجمهور العلماء على أنها السورة الثانية والعشرون في ترتيب النزول . ويرى بعضهم أنها مدنية ، والأول أرجح ؛ لأنها جمعت أصل التوحيد ، وهذا المعنى غالب في السور المكية .

وعدد آياتها خمس آيات في المصحف الحجازي والشامي ، وأربع آيات في الكوفي والبصري .

قد افتتحت بفعل الأمر " قل " لإِظهار العناية بما بعد هذا الأمر من توجيهات حكيمة ، ولتلقينه صلى الله عليه وسلم الرد على المشركين الذين سألوه أن ينسب لهم ربه .

و { هو } ضمير الشأن مبتدأ ، والجملة التى بعده خبر عنه .

والأحد : هو الواحد فى ذاته وفي صفاته وفي أفعاله ، وفي كل شأن من شئونه ، فهو منزه عن التركيب من جواهر متعددة ، أو من مادة معينة ، كما أنه - عز وجل - منزه عن الجسمية والتحيز ، ومشابهة غيره .

وفى الإِتيان بضمير الشأن هنا : إشارة إلى فخامة مضمون الجملة ، مع ما في ذلك من زيادة التحقيق والتقرير ؛ لأن الضمير يشير إلى شيء مبهم تترقبه النفس ، فإذا جاء الكلام من بعده زال الإِبهام ، وتمكن الكلام من النفس فضل تمكن .

وجيء بالخبر نكرة وهو لفظ " أحد " ؛ لأن المقصود الإِخبار عن الله - تعالى - بأنه واحد ، ولو قيل : الله الأحد ، لأفاد أنه لا واحد سواه ، وليس هذا المعنى مقصودا هنا ، وإنما المقصود إثبات أنه واحد فى ذاته وصفاته وأفعاله . . ونفي ما زعمه المشركون وغيرهم ، من أنه - تعالى - مركب من أصول مادية أو غير مادية ، أو من أنه له شريك فى ملكه .


[1]:- سورة إبراهيم: الآية 1.
[2]:- سورة الإسراء. الآية 9.
[3]:- سورة المائدة: الآيتان 15، 16.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

بسم الله الرحمَن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : { قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُواً أَحَدٌ } .

ذُكر أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب ربّ العزة ، فأنزل الله هذا السورة جوابا لهم . وقال بعضهم : بل نزلت من أجل أن اليهود سألوه ، فقالوا له : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فأُنزلت جوابا لهم .

ذكر من قال : أُنزلت جوابا للمشركين الذين سألوه أن ينسُب لهم الربّ تبارك وتعالى :

حدثنا أحمد بن منيع المَرْوزيّ ومحمود بن خِداش الطالَقَاني ، قالا : حدثنا أبو سعيد الصنعاني ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازيّ ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أُبيّ بن كعب ، قال : قال المشركون للنبيّ صلى الله عليه وسلم : انسُبْ لنا ربك ، فأنزل الله : { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ } .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة ، قال : إن المشركين قالوا : يا رسول الله أخبرنا عن ربك ، صف لنا ربك ما هو ؟ ومن أيّ شيء هو ؟ فأنزل الله : { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ } إلى آخر السورة .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ } قال : قال ذلك قادة الأحزاب : انسُب لنا ربك ، فأتاه جبريل بهذه .

حدثني محمد بن عوف ، قال : حدثنا شريح ، قال : حدثنا إسماعيل بن مجالد ، عن مجالد ، عن الشعبيّ ، عن جابر قال : قال المشركون : انسُب لنا ربك ، فأنزل الله { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ } .

ذكر من قال : نزل ذلك من أجل مسألة اليهود :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : ثني ابن إسحاق ، عن محمد ، عن سعيد ، قال : أتى رهط من اليهود النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد ، هذا الله خلق الخلق ، فمن خلقه ؟ فغضب النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى انتُقِعَ لونه ثم ساوَرَهم غضبا لربه ، فجاءه جبريل عليه السلام فسكنّه ، وقال : اخفض عليك جناحك يا محمد ، وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه . قال : يقول الله : { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أحَدٌ } فلما تلا عليهم النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قالوا : صف لنا ربك كيف خَلْقُه ، وكيف عضُدُه ، وكيف ذراعُه ، فغضب النبيّ صلى الله عليه وسلم أشدّ من غضبه الأوّل ، وساوَرَهم غضبا ، فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته ، وأتاه بجواب ما سألوه عنه : { وَما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدْرِهِ والأرْضُ جَمِيعا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ والسّمَوَاتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ } .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مِهران ، عن سعيد بن أبي عَرُوبة ، عن قتادة ، قال : جاء ناس من اليهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : انسب لنا ربك ، فنزلت : { قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ } حتى ختم السورة .

فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا : قل يا محمد لهؤلاء السائليك عن نسب ربك وصفته ، ومن خلقه : الربّ الذي سألتموني عنه ، هو الله الذي له عبادة كل شيء ، لا تنبغي العبادة إلاّ له ، ولا تصلح لشيء سواه .

واختلف أهل العربية في الرافع { أحَدٌ } فقال بعضهم : الرافع له «الله » ، و «هو » عمادا ، بمنزلة الهاء في قوله : { إنّهُ أنا اللّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } . وقال آخر منهم : بل «هو » مرفوع ، وإن كان نكرة بالاستئناف ، كقوله : { هذا بعلي شيخ } ، وقال : هو الله جواب لكلام قوم قالوا له : ما الذي تعبد ؟ فقال : هو الله ، ثم قيل له : فما هو ؟ قال : هو أحد .

وقال آخرون { أحَدٌ } بمعنى : واحد ، وأنكر أن يكون العماد مستأنفا به ، حتى يكون قبله حرف من حروف الشكّ ، كظنّ وأخواتها ، وكان وذواتها ، أو إنّ وما أشبهها ، وهذا القول الثاني هو أشبه بمذاهب العربية .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار { أحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ } بتنوين «أحدٌ » ، سوى نصر بن عاصم ، وعبد الله بن أبي إسحاق ، فإنه رُوي عنهما ترك التنوين : «أحَدُ اللّهُ » ، وكأن من قرأ ذلك كذلك ، قال : نون الإعراب إذا استقبلتها الألف واللام أو ساكن من الحروف حُذفت أحيانا ، كما قال الشاعر :

كَيْفَ نَوْمي على الفرَاشِ ولمَا *** تَشْمَلِ الشّامَ غارَةٌ شَعْوَاءُ

تُذْهِلُ الشّيْخَ عَن بَنِيهِ وتُبْدِي *** عَنْ خِدَامِ العَقِيلَةُ العَذْراءُ

يريد : عن خِدامٍ العقيلةُ .

والصواب في ذلك عندنا : التنوين ، لمعنيين : أحدهما أفصح اللغتين ، وأشهر الكلامين ، وأجودهما عند العرب . والثاني : إجماع الحجة من قرّاء الأمصار على اختيار التنوين فيه ، ففي ذلك مُكْتفًى عن الاستشهاد على صحته بغيره . وقد بيّنا معنى قوله «أحد » فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الإخلاص مكية ، وآياتها أربع .

هذه السورة مكية قاله مجاهد -بخلاف عنه- وعطاء وقتادة ، وقال ابن عباس ، والقرطبي ، وأبو العالية : هي مدنية .

قرأ عمر بن الخطاب وابن مسعود والربيع بن خيثم : «قل هو الله أحد الواحد الصمد » ، وروى أبي بن كعب أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب ربه- تعالى عما يقول الجاهلون- فنزلت هذه السورة{[12024]} .

وروى ابن عباس أن اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد ، صف لنا ربك ، وانسبه فإنه وصف نفسه في التوراة ونسبها ، فارتعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشياً عليه ، ونزل عليه جبريل بهذه السورة{[12025]} .

وقال أبو العالية قال قادة الأحزاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فأتاه الوحي بهذه السورة{[12026]} .

و { أحد } معناه : فرد من جميع جهات الوحدانية ، ليست كمثله شيء ، وهو ابتداء ، و { الله } ابتداء ثان ، و { أحد } خبره ، والجملة خبر الأول ، وقيل : { هو } ابتداء ، و { الله } خبره ، و { أحد } بدل منه ، وحذف أبو عمرو التنوين من { أحد } لالتقاء الساكنين «أحدُ الله » وأثبتها الباقون مكسورة للالتقاء ، وأما وفقهم كلهم فبسكون الدال ، وقد روي عن أبي عمرو : الوصل بسكون الدال ، وروي عنه أيضاً تنوينها .


[12024]:أخرجه أحمد، والبخاري في تاريخه، والترمذي، وابن جرير، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم في السنة، والبغوي في معجمه، وابن المنذر في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أبي بن كعب رضي الله عنه. (الدر المنثور).
[12025]:أخرجه ابن أبي حاتم، وابن عدي، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما. (الدر المنثور).
[12026]:أما عن أبي العالية فقد أخرجه ابن الضريس وابن جرير، وأما عن قتادة فقد أخرجه عبد الرزاق وابن جرير، وابن المنذر . (الدر المنثور).