تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا} (29)

{ وقل الحق من ربكم } ، يعنى القرآن ، { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } ، هذا وعيد ، نظيرها في حم السجدة : { اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير } [ فصلت :45 ] ، يعنى من شاء فليصدق بالقرآن ، ومن شاء فليكفر بما فيه ، ثم ذكر مصير الكافر والمؤمن ، فقال : { إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها } ، وذلك أنه يخرج عنق من النار فيحيط بهم ، فذلك السرادق ، ثم قال سبحانه : { وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل } ، يقول : أسود غليظ كدردى الزيت ، { يشوي الوجوه } ، وذلك أنه إذا دنا من فيه ، اشتوى وجهه من شدة حر الشراب ، ثم قال سبحانه : { بئس الشراب وساءت مرتفقا } آية ، يقول : وبئس المنزل .