تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا} (29)

أعتدنا : هيأنا ، أعددنا .

السرادق : الخيمة ، الفسطاط .

كالمهل : خثارة الزيت ، المعدن المذاب .

مرتفقا : متكأ .

بعد أن أمر اللهُ رسوله صلى الله عليه وسلم أن لا يلتفت إلى قولِ أولئك الأغنياء الذين قالوا : إن طردتَ أولئك الفقراء آمنا بك ، أمره أن يقول لهم ولغيرِهم على طريق التهديد والوعيد : إن ما جئتُ به هو الحقُّ من عند ربكم ، فمن شاءَ أن يؤمن به فليؤمن فذلك خير له ، ومن شاء أن يكفر فليكفر فانه لا يظلم إلا نفسه . إن الله قد أعدّ لمن ظلم نفسه بالكفر نارا تحيط بهم كالسُّرادقِ ، وإن يطلبوا الغوثَ بطلب الماء يؤتَ لهم بماءٍ عكرٍ أسود يحرقُ الوجوه لشدة غليانه ، { بِئْسَ الشراب وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً . . }

ما أقبح ذلك الشرابَ ، ويا لسوءِ النار وسرادقها مكانا للارتفاق والاتكاء .