السرادق قال أبو منصور الجواليقي : هو فارسي معرب وأصله سرادار وهو الدهليز . قال الفرزدق :
تمنيتهم حتى إذا ما لقيتهم *** تركت لهم قبل الضراب السرادقاً
وبيت مسردق أي ذو سرادق . المهل : ما أذيب من جواهر الأرض . وقيل دردي الزيت .
شوى اللحم : أنضجه من غير مرق .
و { الحق } يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، فقدره ابن عطية هذا { الحق } أي هذا القرآن أو هذا الإعراض عنكم وترك الطاعة لكم وصبر النفس مع المؤمنين .
وقال الزمخشري : { الحق } خبر مبتدأ محذوف والمعنى جاء الحق وزاحت العلل فلم يبق إلاّ اختياركم لأنفسكم ما شئتم من الأخذ في طريق النجاة أو في طريق الهلاك ، وجيء بلفظ الأمر والتخيير لأنه لما مكن من اختيار أيهما شاء فكأنه مخير مأمور بأن يتخير ما شاء من النجدين انتهى .
وهو على طريق المعتزلة ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره { من ربكم } .
وقال مكي : أي الهدى والتوفيق والخذلان من عند الله يهدي من يشاء فيوفقه فيؤمن ، ويضل من يشاء فيخذله فيكفر ليس إليّ من ذلك شيء .
وقال الكرماني : أي الإسلام والقرآن ، وهذا الذي لفظه لفظ الأمر معناه التهديد والوعيد ولذلك عقبه بقوله : { إنّا أعتدنا للظالمين } قال معناه ابن عباس .
وقال السدّي : هو منسوخ بقوله { وما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله } وهذا قول ضعيف ، والظاهر أن الفاعل بشاء عائد على { من } .
وعن ابن عباس من شاء الله له بالإيمان آمن ، ومن لا فلا انتهى .
وحكى ابن عطية عن فرقة أن الضمير في { شاء } عائد على الله تعالى ، وكأنه لما كان الإيمان والكفر تابعين لمشيئة الله جاء بصيغة الأمر حتى كأنه تحتم وقوعه مأمور به مطلوب منه .
وقرأ أبو السمال قعنب وقلَ الحق بفتح اللام حيث وقع .
قال أبو حاتم : وذلك رديء في العربية انتهى .
وعنه أيضاً ضم اللام حيث وقع كأنه اتباع لحركة القاف .
قال صاحب اللوامح : هو على صفة المصدر المقدر لأن الفعل يدل على مصدره وإن لم يذكر فينصبه معرفة كنصبه إياه نكرة ، وتقديره { وقل } القول { الحق } وتعلق { من } بمضمر على ذلك مثل هو إرجاء والله أعلم .
وقرأ الحسن وعيسى الثقفي بكسر لامي الأمر .
ولما تقدم الإيمان والكفر أعقب بما أعد لهما فذكر ما أعد للكافرين يلي قوله { فليكفر } وأتى بعد ذلك بما أعد للمؤمنين ، ولما كان الكلام مع الكفار وفي سياق ما طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم كانت البداءة بما أعد لهم أهم وآكد ، وهما طريقان للعرب هذه الطريق والأخرى أنه يجعل الأول في التقسيم للأول في الذكر ، والثاني للثاني .
والسرادق قال ابن عباس : حائط من نار محيط بهم .
وحكى أقضى القضاة الماوردي أنه البحر المحيط بالدنيا .
وحكى الكلبي : أنه عنق يخرج من النار فيحيط بالكفار .
وقيل : دخان { وإن يستغيثوا } يطلبوا الغوث مما حل بهم من النار وشدة إحراقها واشتداد عطشهم { يغاثوا } على سبيل المقابلة وإلاّ فليست إغاثة .
وروي في الحديث أنه عكر الزيت إذا قرب منه سقطت فروة وجهه فيه .
وقال ابن عباس : ماء غليظ مثل دردي الزيت .
وعن مجاهد أنه القيح والدم الأسود .
وعن ابن جبير : كل شيء ذائب قد انتهى حرّه .
وذكر ابن الأنباري أنه الصديد .
وعن الحسن أنه الرماد الذي ينفط إذا خرج من التنور .
و { يشوي } في موضع الصفة لماء أو في موضع الحال منه لأنه قد وصف فحسن مجيء الحال منه ، وإنما اختص { الوجوه } لكونها عند شربهم يقرب حرّها من وجوههم .
وقيل : عبر بالوجوه عن جميع أبدانهم ، والمعنى أنه ينضج به جميع جلودهم كقوله { كلما نضجت جلودهم } والمخصوص بالذم محذوف تقديره { بئس الشراب } هو أي الماء الذي يغاثون به .
والضمير في { ساءت } عائد على النار .
والمرتفق قال ابن عباس : المنزل .
وقال مجاهد : المجتمع ، وأنكر الطبري أن يعرف لقول مجاهد معنى ، وليس كذلك كان مجاهداً ذهب إلى معنى الرفاقة ومنه الرفقة .
وقال الزجاج : المتكأ على المرفق ، وأخذه الزمخشري فقال : متكأ من المرفق وهذا لمشاكلة قوله { وحسنت مرتفقاً } وإلا فلا ارتفاق لأهل النار ولا اتكاء .
وقال ابن الأنباري : ساءت مطلباً للرفق ، لأن من طلب رفقاً من جهنم عدمه .
وقال ابن عطية : قريباً من قول ابن الأنباري .
قال : والأظهر عندي أن يكون المرتفق بمعنى الشيء الذي يطلب رفقه باتكاء وغيره .
وقال أبو عبد الله الرازي : والمعنى بئس الرفقاء هؤلاء ، وبئس موضع الترافق النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.