تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا عَرَّضۡتُم بِهِۦ مِنۡ خِطۡبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوۡ أَكۡنَنتُمۡ فِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ سَتَذۡكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّآ أَن تَقُولُواْ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗاۚ وَلَا تَعۡزِمُواْ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ} (235)

{ ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء } ، يعني لا حرج على الرجل أن يقول للمرأة قبل أن تنقضي عدتها : إنك لتعجبينني ، وما أجاوزك إلى غيرك ، فهذا التعريض ، { أو أكننتم في أنفسكم } ، فلا جناح عليكم أن تسروا في قلوبكم

تزويجهن في العدة ، { علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا } ، يعني الجماع في العدة ، ثم استثنى ، فقال : { إلا أن تقولوا قولا معروفا } عدة حسنة ، نظيرها في النساء ، { وقولوا لهم قولا معروفا } ، ( النساء : 8 ) يعني عدة حسنة ، فتقول : وهي في العدة ، إنه حبيب إلى أن أكرمك وأن آتى ما أحببت ولا أجاوزك إلى غيرك ، { ولا تعزموا عقدة النكاح } ، يعني ولا تحققوا عقدة النكاح ، يعني لا تواعدوهن في العدة ، { حتى يبلغ الكتاب أجله } ، يعني حتى تنقضي عدتها ، ثم خوفهم ، فقال سبحانه : { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم } ، يعني ما في قلوبكم من أمورهن ، { فاحذروه } ، أي فاحذروا أن ترتكبوا في العدة ما لا يحل ، { واعلموا أن الله غفور } ، يعني ذا تجاوز لكم ، { حليم } لا يعجل بالعقوبة .