تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (284)

{ لله ما في السماوات وما في الأرض } من الخلق عبيده وفي ملكه ، يقضي فيهم ما يريد ، { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه } ، يقول : إن تعلنوا بألسنتكم ما في قلوبكم من ولاية الكفار والنصيحة أو تسروه ، { يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء } من العذاب والمغفرة { قدير } .

فلما نزلت هذه الآية ، قال المسلمون : يا رسول الله ، إنا نحدث أنفسنا بالشرك والمعصية ، أفيحاسبنا الله بها ولا نعملها ؟ فأنزل الله عز وجل في قولهم في التقديم : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } ، يقول : لا يكلفها من العمل إلا ما أطاقت ، { لها ما كسبت } من الخير وما عملته وتكلمت به ، { وعليها ما اكتسبت } من الإثم ، فنسخت هذه الآية قوله سبحانه : { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } ، قال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : "إن الله عز وجل تجاوز عن أمتي ما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوه أو يتكلموا به" .