تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ} (11)

{ ومن الناس من يعبد الله على حرف } يعنى على شك ، نزلت في أناس من أعراب أسد بن خزيمة ، وغطفان .

قال مقاتل : إذا سألك رجل على كم حرف تعبد الله ، عز وجل ، فقل : لا أعبد الله على شيء من الحروف ، ولكن أعبد الله تعالى ولا أشرك به شيئا ؛ لأنه واحد لا شريك له . كان الرجل يهاجر إلى المدينة ، فإن أخصبت أرضه ، ونتجت فرسه ، وولد له غلام ، وصح بالمدينة ، وتتابعت عليه الصدقات ، قال : هذا دين حسن ، يعنى الإسلام .

فذلك قوله تعالى : { فإن أصابه خير اطمأن به } يقول : رضي بالإسلام ، وإن أجدبت أرضه ، ولم تنتج فرسه ، وولدت له جارية ، وسقم بالمدينة ، ولم يجد عليه بالصدقات ، قال : هذا دين سوء ، ما أصابني من ديني هذا الذي كنت عليه إلا شرا فرجع عن دينه ، فذلك قوله سبحانه : { وإن أصابته فتنة } يعنى بلاء { انقلب على وجهه } يقول : رجع إلى دينه الأول كافرا { خسر الدنيا والآخرة } خسر دنياه التي كان يحبها ، فخرج منها ثم أفضى إلى الآخرة وليس له فيها شيء ، مثل قوله : { . . . إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة . . . } [ الزمر :15 ] يقول الله عز وجل : { ذلك هو الخسران المبين } آية يقول : ذلك هو الغبن البين .