الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ} (11)

وقوله سبحانه : { وَمِنَ الناس مَن يَعْبُدُ الله على حَرْفٍ } [ الحج : 11 ] .

نزلت في أعراب ، وقوم لا يَقِينَ لهم ؛ كان أحدُهم إذا أسلم فاتفق له اتفاقاتٌ حِسَانٌ : من نموِّ مال ، وولد يُرْزَقُهُ ، وغير ذلك ، قال : هذا دِينٌ جَيِّدٌ ، وتمسك به لهذه المعاني ، وإنْ كان الأمر بخلاف ذلك ، تشاءَم به ، وارتد كما فعل العُرَنِيون ، قال هذا المعنى ابن عباس وغيره ،

وقوله : { على حَرْفٍ } معناه : على انحرافٍ منه عن العقيدة البيضاء ، وقال البخاريُّ : { على حَرْفٍ } : على شَكٍّ ، ثم أسند عن ابن عباس ما تقدم من حال الأعراب ، انتهى .