معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ} (11)

وقوله : { وَمِنَ الناسِ مَن يَعبد الله على حَرْفٍ 11 } نزلت في أعاريب من بنى أَشد انتقلُوا إلى المدينة بذراريهّم ، فامتنّوا بذلكَ على النبي صَلى الله عليه وَسَلم وقالوا : إنما يُسلم الرجل ( بعد الرجل ) مَن القبيلة . وقد أتيناك بذرارينا . وكانوا إذا أعطوا مَن الصَّدقة وسَلمت مواشيهم وَخيلُهم قالوا : نِعْم الدين هذا . وإن لم يُعطَوا من الصَّدقة ولم تَسلم مواشيهم انقلبوا عن الإسْلام . فذلكَ قوله { يَعبد الله على حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمأنَّ بِهِ } يقول : أقام عَليه { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ } وَرَجَعَ .

وقوله : { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآُخِرَةَ } غُبِنهما . وذُكر عن حُمَيد الأعرج وحده أنه قرأ ( خاسِر الدنيا والآخرة ) وكلّ صواب : والمعنى واحد .