تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الإخلاص مكية ، وآياتها أربع ، نزلت بعد سورة الناس .

روى الطبري في تفسيره : أن المشركين قالوا : يا رسول الله ، أخبرنا عن ربك . صف لنا ربك ما هو ؟ ومن أي شيء هو ؟ فأنزل الله { قل هو الله أحد . . . } . من ثم جاءت هذه السورة العظيمة على قصرها جامعة لصفات الكمال ، الواحد ، الأحد ، المقصود على الدوام في كل شيء ، الغني عن كل ما سواه ، المتنزه عن المجانسة والمماثلة ، والذي ليس له من خلقه نظير ، ولا شبيه .

وقد ختمت هذه السورة الكريمة صفات الجلال والكمال ، وأثبتت الوحدانية ونفت التعدد { قل هو الله أحد } ، وأثبتت كماله تعالى ، ونفت النقص والعجز { الله الصمد } الذي يُقصد في الحاجات ، ونصّت على أزليته وبقائه ، ونفت الذرية والتناسل { لم يلد ولم يولد } ، ودلت على عظمته وجلاله ، ونفت عنه الأنداد والأكفاء { ولم يكن له كفوا أحد } ، { ليس كمثله شيء } .

وقد وردت أحاديث عديدة بفضلها ، ففي صحيح البخاري أن رجلا سمع رجلا يقرأ { قل هو الله أحد } يرددها ، فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، وكأنه يتقالّها ، فقال الرسول الكريم : " والذي نفسي بيده ، إنها تعدل ثلث القرآن " .

أحد : واحد .

قل يا محمدُ لِمَن سألوك عن صِفة ربك : اللهُ هو الواحدُ ، لا شريكَ له ولا شبيه .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، بسم الله الرحمن الرحيم . روي أن قوما من المشركين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فأنزل الله عز وجل { قل هو الله أحد } .

{ قل هو الله أحد } أي الذي سألتم نسبته هو الله أحد .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر . ومدنية ، في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي . وهي أربع آيات .

قوله تعالى : { قل هو الله أحد } أي الواحد الوتر ، الذي لا شبيه له ، ولا نظير ولا صاحبة ، ولا ولد ولا شريك . وأصل " أحد " : وحد ، قلبت الواو همزة . ومنه قول النابغة{[16565]} :

بِذِي الجَلِيلِ على مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ

وقد تقدم في سورة " البقرة " الفرق بين واحد وأحد ، وفي كتاب " الأسنى في شرح أسماء الله الحسي " أيضا مستوفى . والحمد لله . و " أحد " مرفوع ، على معنى : هو أحد . وقيل : المعنى : قل : الأمر والشأن : الله أحد . وقيل : " أحد " بدل من قوله : " الله " .

وقرأ جماعة { أحد الله } بلا تنوين ، طلبا للخفة ، وفرارا من التقاء الساكنين ، ومنه قول الشاعر :

ولا ذاكرَ اللهَ إلا قليلا{[16566]}


[16565]:صدر البيت كما في معلقته: * كأن رحلي وقد زال النهار بنا * و"ذو الجليل" مكان ينبت الجليل، وهو الثمام. والثمام: نبت ضعيف قصير لا يطول.
[16566]:هذا عجز بيت لأبي الأسود الدؤلى. وصدره: * فألفيته غير مستعتب *
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

هذه السورة مكية ، وآياتها أربع .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ قل هو الله أحد 1 الله الصمد 2 لم يلد ولم يولد 3 ولم يكن له كفوا أحد } .

روي عن ابن عباس أنه قال : قالت قريش : يا محمد ، صف لنا ربك الذي تدعونا إليه ، فنزلت { قل هو الله أحد } .

على أن هذه السورة عظيمة القدر والشأن ، فهي تعدل في فضلها وعظيم أجرها ثلث القرآن . فقد روى الإمام أحمد عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ { قل هو الله أحد 1 الله الصمد } في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن " ، وهو ، ضمير الشأن ، مبتدأ . والله ، مبتدأ ثان ، { أحد } خبر المبتدأ الثاني . والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول {[4881]} ، ومعنى { هو الله أحد } أن الله هو الواحد الأحد ، الذي ليس له نظير ، ولا شبيه ، ولا نديد ، ولا نصير ، وليس له شريك في الملك .


[4881]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 545.