بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّـٰدِقِينَ وَٱلصَّـٰدِقَٰتِ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَٱلصَّـٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّـٰٓئِمِينَ وَٱلصَّـٰٓئِمَٰتِ وَٱلۡحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّـٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّـٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا} (35)

قوله عز وجل : { إِنَّ المسلمين والمسلمات } وذلك أن أم سلمة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال ربنا يذكر الرجال ولا يذكر النساء في شيء من كتابه ، فأخشى أن لا يكون فيهن خير ، ولا لله عز وجل فيهن حاجة ؟ فنزل { إِنَّ المسلمين والمسلمات } ويقال : إن النساء اجتمعن وبعثن أنيسة رسولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فقالت أنيسة : إن الله تبارك وتعالى خالق الرجال والنساء ، وقد أرسلك إلى الرجال والنساء ، فما بال النساء ليس لهن ذكر في الكتاب ؟ فنزلت هذه الآية . وقال قتادة : لما ذكر الله عز وجل أزواج النبي ، دخل نِسَاءٌ مسلماتٌ عليهن ، فقلن : ذكرتن ولم نذكر . ولو كان فينا خير ذكرنا . فنزلت هذه الآية { إِنَّ المسلمين والمسلمات } يعني : المسلمين من الرجال ، والمسلمات من النساء . { والمؤمنين } يعني : المصدقين الموحدين من الرجال { والمؤمنات } يعني : المصدقات الموحدات من النساء { والقانتين } يعني : المطيعين ، وأصل القنوت القيام . ثم يكون للمعاني ، ويكون للطاعة . كقوله { والقانتين } ويكون للإقرار بالعبودية كقوله : { كُلٌّ لَّهُ قانتون } [ البقرة : 116 والروم : 26 ] { والقانتات } أي : المطيعات من النساء { والصادقين } يعني : الصادقين في إيمانهم من الرجال { والصادقات } من النساء { والصابرين والصابرات } على أمر الله تعالى من الرجال والنساء { والخاشعين والخاشعات } يعني : المتواضعين من الرجال والنساء { والمتصدقين والمتصدقات } يعني : المنفقين أموالهم في طاعة الله من الرجال والنساء { والصائمين والصائمات } قال مقاتل : من صام رمضان ، وثلاثة أيام من كل شهر فهو من الصائمين والصائمات .

ثم قال : { والحافظين فُرُوجَهُمْ والحافظات } يعني : من الفواحش من الرجال والنساء { والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات } يعني : باللسان من الرجال والنساء . فذكر أعمالهم .

ثم ذكر ثوابهم فقال : { أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً } في الدنيا لذنوبهم { وَأَجْراً عَظِيماً } في الآخرة وهو الجنة .