فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلِكُلّٖ جَعَلۡنَا مَوَٰلِيَ مِمَّا تَرَكَ ٱلۡوَٰلِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَۚ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَـَٔاتُوهُمۡ نَصِيبَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدًا} (33)

{ ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم }

قال ابن زيد : الموالي : العصبة ، هم كانوا في الجاهلية الموالي ، فلما دخلت العجم على العرب لم يجدوا لهم أسماء فقال الله تبارك و تعالى : ( فإن لم تعلموا آباءكم فإخوانكم في الدين ومواليكم . . ) ( {[1376]} ) ، فسموا : الموالي ، قال : والمولى اليوم : موليان : مولى يرث ويورث فهؤلاء ذوو الأرحام ، ومولى يورث ولا يرث ، فهؤلاء العتاقة ؛ . . . ؛ ويعني بقوله : { مما ترك الوالدان والأقربون } : مما تركه والده وأقرباؤه من الميراث . ا ه . وأخرج البخاري عن ابن عباس : كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري ، دون ذوي رحمه ، للأخوة التي آخى رسول الله بينهم ، فلما نزلت : { ولكل جعلنا موالي } نسختها ، ثم قال : { والذين عاقدت أيمانكم } إلا ( {[1377]} ) النصر والرفادة ( {[1378]} ) والنصيحة ، وقد ذهب الميراث ، ويوصى له ؛ - قيل والمراد هنا : العصبة : أي : ولكل جعلنا عصبة يرثون ما أبقت الفرائض ، . . . . والذين عاقدتهم أيمانكم فآتوهم نصيبهم : أي ما جعلتموه لهم بعقد الحلف- ( {[1379]} ) ؛ { إن الله كان على كل شيء شهيدا }( أي : قد شهد معاقدتكم إياهم ، وهو عز وجل يحب الوفاء ) ؛ . . . ؛


[1376]:سورة الأحزاب. من الآية 5.
[1377]:في رواية: من النصر.
[1378]:الرفادة: الصلة والعطاء.
[1379]:من فتح القدير.