فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{الٓمٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِۗ وَٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الرعد

{ وهي ثلاث وقيل أربع أو خمس أو ست وأربعون آية }

وقد وقع الخلاف هل هي مكية أو مدنية . وممن ذهب إلى الأول سعيد بن جبير والحسن وعكرمة وعطاء وجابر وابن زيد . وإلى الثاني ابن الزبير والكلبي ومقاتل . والقول الثالث أنها مدنية إلا آيتين فإنهما نزلتا بمكة وهما قوله تعالى : { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال } وقيل قوله : { ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة } وقيل هو الذي يريكم البرق – إلى قوله – له دعوة الحق . وعن جابر بن زيد كان يستحب إذا حضر الميت أن يقرأ عنده سورة الرعد فإن ذلك يخفف عن الميت وأنه أهون لقبضه وأيسر لشأنه .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ( 1 ) }

{ المر } قد تقدم الكلام في الحروف الواقعة في أوائل السور بما يغني عن الإعادة ، قال ابن عباس : المعنى أنا الله أرى ؛ وقال مجاهد فواتح يفتتح بها كلامه والحق أن الله تعالى أعلم بمراده أو هو اسم للسورة والتقدير هذه السورة اسمها هذا .

{ تِلْكَ } أي آيات هذه السورة ، وقيل إشارة إلى ما قص عليه من أنباء الرسل وقيل إلى آيات القرآن وعليه جرى الزمخشري وجمهور المفسرين { آيَاتُ الْكِتَابِ } والمراد بالكتاب السورة أي تلك آيات السورة الكاملة العجيبة الشأن والإضافة بمعنى من ، وقال مجاهد : الكتاب التوراة والإنجيل .

{ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } المراد به القرآن كله ، قال قتادة وغيره أي هو { الْحَقُّ } البالغ في اتصافه بهذه الصفة لا شك فيه { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ } يعني مشركي مكة { لاَ يُؤْمِنُونَ } بهذا الحق الذي أنزل الله إليك .