السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ وَمَن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةٗ سَيِّئَةٗ يَكُن لَّهُۥ كِفۡلٞ مِّنۡهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقِيتٗا} (85)

{ من يشفع شفاعة حسنة } راعى بها حق مسلم بأن دفع عنه بها ضرراً أو جلب إليه نفعاً ابتغاء وجه الله ، ومنها الدعاء للمسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له وقال له الملك : ولك مثله ) أي : مثل ذلك أي : ودعاء الملك لا يردّ { يكن له نصيب } أي : أجر { منها } أي : بسببها قال أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً إذ جاءه رجل يسأل أو يطلب حاجة أقبل علينا بوجهه فقال : اشفعوا تؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء ) { ومن يشفع شفاعة سيئة } مخالفة للشرع { يكن له كفل } أي : نصيب من الوزر { منها } أي : بسببها { وكان الله على كل شيء مقيتاً } قال ابن عباس مقتدراً مجازياً قال الشاعر :

وذي ضغن ( أي : رب صاحب حقد ) كففت الضغن عنه

وكنت على إساءته ( أي : إساءتي لذي الضغن ) مقيتاً

أي : مقتدراً وقال مجاهد : شاهداً وقال قتادة : حفيظاً ، وقيل : معناه على كل حيوان مقيتاً أي : يوصل القوت إليه ، وجاء في الحديث : ( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ) .