الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةٞ مُّقۡتَصِدَةٞۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ سَآءَ مَا يَعۡمَلُونَ} (66)

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ } يعني أقاموا أحكامهما وحدودهما وعملوا بما فيهما { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ } أي القرآن . وقيل : كُتب بني إسرائيل { لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ } يعني المطر { وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } يعني النبات .

وقال الفرّاء : إنما أراد به التوسعة كما يقال : فلان في خير من قرنه إلى قدمه ، نظيره

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَآءِ } [ الأعراف : 96 ] { مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } يعني مؤمني أهل الكتاب . ابن سلام وأصحابه وثمانية وأربعون رجلاً من النصارى وهم النجاشي وبحيرا وسلمان الفارسي وخير مولى قريش وأصحابهم .

قال ابن عباس : هم العاملة غير العالية ولا الحافية { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ } كعب بن الأشرف وأصحابه ، وأهل الروم . { سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ } .