التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةٞ مُّقۡتَصِدَةٞۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ سَآءَ مَا يَعۡمَلُونَ} (66)

قوله تعالى : ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة . . . )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم )يعني : لأرسل السماء عليهم مدرارا ( ومن تحت أرجلهم )تخرج الأرض بركتها .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ، ومن تحت أرجلهم ) ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن أهل الكتاب لو أطاعوا الله ، وأقاموا كتابهم بإتباعه ، والعمل بما فيه ليسر الله لهم الأرزاق وأرسل عليهم المطر ، وأخرج لهم ثمرات الأرض . وبين في مواضع أخر أن ذلك ليس خاصا بهم كقوله عن نوح وقومه ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا )وقوله عن هود وقومه ( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم )الآية . وقوله عن نبينا عليه الصلاة والسلام وقومه ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ) .

قال ابن ماجة : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن زياد بن لبيد قال : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، فقال : " ذاك عند أوان ذهاب العلم " قلت : يا رسول الله . ؛ وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القران ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم ، إلى يوم القيامة ؟ قال : " ثكلتك أمك ، زياد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة ، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ، لا يعملون بشيء مما فيهما ؟ " .

( السنن2/1344ح4048-ك الفتن ، ذهاب القرآن والعلم ) ، وأخرجه أحمد( المسند4/160 ) عن وكيع عن الأعمش به . و ذكره ابن كثير في تفسيره ( 3/140 )و قال : هذا إسناد صحيح . و صححه الألباني( صحيح ابن ماجة ح 3272 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال الله ( منهم أمة مقتصدة ) يقول على كتابه و أمره ، ثم ذم أكثر القوم فقال : ( وكثير منهم ساء ما يعملون ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : ( منهم أمة مقتصدة ) يقول : مؤمنة .