النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةٞ مُّقۡتَصِدَةٞۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ سَآءَ مَا يَعۡمَلُونَ} (66)

قوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّورَاةَ وَالإِنجِيلَ } فيه تأويلان :

أحدهما : أقاموها نصب أعينهم حتى إذا نظروا ما فيها من أحكام الله تعالى وأوامره لم يزلوا .

والثاني : إن إقامتها العمل بما فيها من غير تحريف ولا تبديل .

ثم قال تعالى : { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَبِّهِمْ } يعني القرآن لأنهم لما خوطبوا به صار منزلاً عليهم .

{ لأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } فيه تأويلان :

أحدهما : أنه أراد التوسعة عليهم كما يقال هو في الخير من قرنه إلى قدمه .

والثاني : لأكلوا من فوقهم بإنزال المطر ، ومن تحت أرجلهم بإنبات الثمر . قاله ابن عباس .

{ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ } فيه تأويلان :

أحدهما : مقتصدة على أمر الله تعالى ، قاله قتادة .

الثاني : عادلة ، قاله الكلبي .