الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَحۡمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ ٱلۡأَرۡحَامُ وَمَا تَزۡدَادُۚ وَكُلُّ شَيۡءٍ عِندَهُۥ بِمِقۡدَارٍ} (8)

وقوله سبحانه : { الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أنثى وَمَا تَغِيضُ الأرحام وَمَا تَزْدَادُ } [ الرعد : 8 ] .

هذه الآيات أمثالٌ منبِّهات على قدرة اللَّه تعالَى القاضِيَةِ بتجويزِ البَعْثِ ، { وَمَا تَغِيضُ الأرحام } : معناه : ما تنقُصُ ، ثم اختلف المتأوِّلون في صُورَةِ الزِّيادة والنُّقْصَان ، وجمهورُ المتأوِّلين على أنَّ غَيْضَ الرحِمِ وهو نقْصُ الدمِ على الحَمْل ، وقال الضَّحَّاك : غَيْضُ الرَّحِمِ : أنْ تسقط المرأة الوَلَدَ ، والزيادة أنْ تضعه لمدَّةٍ كاملةٍ ، ونحوُه لقتادة .

وقوله : { وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } : عامٌّ في كل ما يدخلُهُ التقديرُ ،