تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة بني إسرائيل مكية أو إلا ثمان آيات { وإن كادوا ليفتنونك } [ 73 ] { سلطانا نصيرا } [ 80 ] " ع " .

{ سبحان } تنزيه لله -تعالى- من السوء ، أو براءة الله -تعالى- من السوء . وهو تعظيم لا يصلح لغير الله . أخذ من السبح في التعظيم وهو الجري فيه ، وقيل هو هنا تعجيب أي أعجبوا للذي أسرى ، لما كان مشاهدة العجب سبباً للتسبيح صار التسبيح تعجباً . ويطلق التسبيح على الصلاة . وعلى الاستثناء { لولا تسبحون } [ القلم : 28 ] ، وعلى النور ' سبحات وجهه ' ، وعلى التنزيه ، سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن التسبيح فقال : ' إنزاه الله -تعالى- عن السوء' .

{ بعبده } : محمد صلى الله عليه وسلم . والسرى : سير الليل . { المسجد الحرام } الحرم كله ، أو المسجد نفسه ، سرت روحه وجسده فصلى في بيت المقدس بالأنبياء ثم عرج إلى السماء ثم رجع إلى المسجد الحرام فصلى به الصبح آخر ليلته ، أو لم يدخل القدس ولم ينزل عن البراق حتى عرج به ثم عاد إلى مكة ، أو أسرى بروحه دون جسده فكانت رؤيا من الله -تعالى- صادقة : { الأقصى } لبعده من المسجد الحرام . { باركنا } بالثمار ومجرى الأنهار ، أو بمن جعل حوله من الأنبياء والصالحين { من آياتنا } عجائبنا ، أومن رأيهم من الأنبياء حتى وصفهم واحداً واحداً { السميع } لتصديقهم بالإسراء وتكذيبهم { البصير } بما فعل من الإسراء والمعراج .