المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الإسراء مكية ، وآياتها إحدى عشرة ومائة .

تفسير الألفاظ :

{ سبحان الذي } أي أسبحه سبحانا ، ومعنى سبح الله نزهه عن النقص . { أسرى بعبده } الإسراء هو السير ليلا . وأما السرى فهو السير نهارا . { المسجد الحرام } هو الكعبة . { المسجد الأقصى } هو بيت المقدس . { باركنا حوله } أي أحطناه ببركات الدين والدنيا . وأصل البركة الزيادة .

تفسير المعاني :

سبحان الله الذي نقل عبده محمدا ليلا من المسجد الحرام بمكة إلى بيت المقدس الذي أحطناه بالخيرات والبركات لنريه بعض آياتنا ، وهي نقله في برهة لنحو مسيرة شهر من الزمان ، إنه سميع بأقوال محمد بصير بأفعاله الموجبة لكرامته . إن الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، جسدا وروحا ، أو روحا فقط ، في اليقظة أم في المنام ، أمر مختلف فيه . وقد شهدت إحدى زوجاته أنه لم ينتقل تلك الليلة من فراشه ، ولكن ذهب أكثر العلماء أنه أسرى به جسدا وروحا وفي اليقظة ، وهو أمر ليس بالمستحيل من طريق الإعجاز . والعلوم الروحية بأوروبا تقرب ذلك إلى العقل .