التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (30)

قوله تعالى { فأقم وجهك للدّين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون } .

قال البخاري : حدثنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن الزهري قال ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مولود إلا يُولد على الفطرة ، فأبواه يُهوّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تُنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ثم يقول { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم } .

( صحيح البخاري 4/ 372 ح 4775- ك التفسير- سورة الروم ، ب { لا تبديل لخلق الله } ، ( صحيح مسلم 4/2047- ك القدر ، ب معنى كل مولود يولد على الفطرة . . . ) ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان 1/ 341 ح 132 ) ، والحاكم في ( المستدرك 2/123 ) ، والضياء المقدسي في ( المختارة 4/247-249 ح 1444-1446 ) من حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه ، وفيه النهي عن قتل الذرية في الحرب ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو ليس خياركم أولاد المشركين . . . " وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .

وانظر حديث عياض بن حمار المتقدم عند الآية ( 168 ) من سورة البقرة .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { فطرة الله } قال : الدين الإسلام .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { لا تبديل لخلق الله } ، قال : لدينه .

قال ابن كثير : وقوله تعالى { ذلك الدين القيم } أي : التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أي : فلهذا لا يعرفه أكثر الناس ، فهم عنه ناكبون ، كما قال تعالى : { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } الآية .