جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (30)

{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ{[3957]} } : قومه ، { لِلدِّينِ حَنِيفًا } : لا تلتفت عنه وتوجه بكليتك إليه ، وحنيفا حال إما من فاعل أقم أو من الدين ، { فِطْرَةَ اللَّهِ } : الزموا فطرته ، أي : خلقته أو دينه ، { الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } ، فإنه فطر الخلق على معرفته وتوحيده{[3958]} ثم طرأ على بعضهم العقائد الفاسدة ، { لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } : ما ينبغي أن يبدل تلك الفطرة ، وقيل : لا تبديل لما جبل عليه الإنسان من السعادة والشقاوة ، { ذَلِكَ } ، إشارة إلى الدين المأمور بإقامة الوجه له أو الفطرة المفسرة بالدين ، { الدِّينُ الْقَيِّمُ } : المستوى الذي لا عوج فيه ، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } : استقامته ،


[3957]:يعني لما عملت أن الله أضلهم وليس لهم ناصر فأعرض عنهم، وتوجه بكليتك إلى الله /12 وجيز.
[3958]:كما قال - صلى الله عليه وسلم-: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه) [أخرجاه في الصحيحين] يعني العقائد الفاسدة لم تطرأ إلا من خارج /12 وجيز.