{ فأقم وجهك } أي : وجهتك { للدين حنيفا } أي : مخلصا . { فطرت الله التي فطر } خلق { الناس عليها } . قال محمد : ( فطرت الله ) نصب بمعنى : اتبع فطرة الله .
قال يحيى : وهو قوله : { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم . . . }{[1058]} الآية . إن أول ما خلق الله القلم ؛ فقال : اكتب . قال : رب ما أكتب ! قال : ما هو كائن . قال : فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ؛ فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين وخميس عرضة ( فيجدونها ) على ما في الكتاب . ثم مسح بعد ذلك على ظهر آدم فأخرج ( منها ) كل نسمة هو خالقها ، فأخرجهم مثل الذر . فقال : { ألست بربكم قالوا بلى شهدنا } ثم أعادهم في صلب آدم ، ثم يكتب العبد في بطن أمه : شقيا أو سعيدا ، على الكتاب الأول ، فمن كان في الكتاب الأول شقيا عمر حتى يجري عليه القلم فينقض الميثاق الذي أخذ عليه في صلب آدم بالشرك ، ومن كان في الكتاب الأول سعيدا غمر حتى يجري عليه القلم [ فيؤمن ] فيصير سعيدا ، ومن مات صغيرا من أولاد المؤمنين قبل أن يجري عليه القلم ؛ فيكونون من آبائهم في [ الجنة من ملوك ] أهل الجنة ، ومن كان من أولاد المشركين ، فمات قبل أن يجري عليه القلم ، فليس يكونون مع آبائهم في النار ؛ لأنهم ماتوا على الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم ، ولم ينقضوا الميثاق .
قال يحيى : وقد حدثني الوليد عن [ بن بزع ]{[1059]} عن الربيع بن صبيح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين ؟ فقال : لم تكن لهم حسنات ؛ فيجزوا بها فيكونوا من ملوك أهل الجنة ، ولم تكن لهم سيئات ؛ فيعاقبوا بها فيكونوا من أهل النار ؛ فهم خدم لأهل الجنة " {[1060]} .
يحيى : ( عن ابن أبي ذئب ){[1061]} عن الزهري ( عن عطاء بن يزيد ){[1062]} عن أبي هريرة قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين ، فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين " {[1063]} .
قوله : { لا تبديل لخلق الله } يعني : لدين الله كقوله : { من يهد الله فهو المهتدي } لا يستطيع أحد أن يضله { ولكن أكثر الناس لا يعلمون( 30 ) } وهم المشركون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.