صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلۡمَجَٰلِسِ فَٱفۡسَحُواْ يَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ فَٱنشُزُواْ يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (11)

{ يأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا . . . } ، أمر الله المؤمنين بما هو سبب للتواد والتوافق ، إذا اجتمعوا في أي مجلس للخير والأجر : كحرب أو درس علم أو صلاة جمعة ، أو عيد أو نحو ذلك ؛ ومنه مجلسه صلى الله عليه وسلم . أي إذا قال لكم قائل : توسعوا في المجالس ؛ فليفسح بعضكم لبعض ، ولا تتضاموا فيها . يقال : فسحت له في المجلس فسحا – من باب نفع – فرجت له عن مكان يسعه . وتفسح القوم في المجلس : توسعوا فيه . { إذا قيل انشزوا فانشزوا } وقرئ بكسر الشين فيهما ، وهما بمعنى واحد ، أي وإذا قيل : ارتفعوا عن مواضعكم في المجالس للتوسعة على المقبلين ؛ فارتفعوا ولا تتثاقلوا . يقال : نشز ينشز وينشز – من بابي نصر وضرب – إذا ارتفع عن مكانه .