النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (111)

قوله عز وجل : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } يعني في قصص يوسف وإخوته اعتبار لذوي العقول بأن من نقل يوسف من الجب والسجن وعن الذل والرق إلى أن جعله مَلِكاً مطاعاً ونبياً مبعوثاً ، فهو على نصر رسوله وإعزاز دينه وإهلاك أعدائه قادر ، وإنما الإمهال إنذار وإعذار .

{ ما كان حديثاً يفترى } أن يختلف ويتخرّص ، وفيه وجهان :

أحدهما : يعني القرآن ، قاله قتادة .

الثاني : ما تقدم من القصص ، قاله ابن إسحاق{[1589]} .

{ ولكن تصديق الذي بين يديه } فيه وجهان :

أحدهما : أنه مصدِّق لما قبله من التوراة والإنجيل وسائر كتب الله تعالى ، وهذا تأويل من زعم أنه القرآن .

الثاني : يعني ولكن يصدّقه ما قبله من كتب الله تعالى ، وهذا قول من زعم أنه القصص .

{ وهُدًى ورحمة لقومٍ يؤمنون } والله أعلم{[1590]} .

تمت سورة يوسف .

بحمد الله وعونه وحسن توفيقه{[1591]}


[1589]:ذكر ابن إسحاق عن الزهري عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: أن يعقوب عليه السلام عاش مائة سنة وسبعا وأربعين سنة، وتوفي أخوه عيصو معه في يوم واحد، وقبرا في قبر واحد. فذلك قوله تعالى: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب . . . إلى آخر السورة.
[1590]:ليس في ق وقد أخذناه من ك.
[1591]:ليس في ق وقد أخذناه من ك.