المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

تضمنت هذه السورة الكلام على خلق الإنسان وابتلائه ، واستعداده لشكر الله أو كفره ، وأجملت الحديث عن جزاء الكافرين ، وفصلت النعيم الذي تفضل الله به على المؤمنين ، ثم وجهت الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتنت عليه بإنزال القرآن ، أمرته بالصبر ودوام الطاعة ، وأنذرت من يحبون الدنيا ، ويؤثرونها على الآخرة ، وتحدثت عن العظة بهذه الآيات ، وعلقت الانتفاع بها بمشيئة الله تعالى ، وجعلت رحمة الله وعذابه خاضعين لحكمه ومشيئته .

1- قد مضى على الإنسان حين من الزمان قبل أن ينفخ فيه الروح ، لم يكن شيئاً يذكر باسمه ، ولا يعرف ما يراد منه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

بسم الله الرحمَن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : { هَلْ أَتَىَ عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مّنَ الدّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مّذْكُوراً * إِنّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } .

يعني جلّ ثناؤه بقوله : هَلْ أتى عَلى الإنْسانِ قد أتى على الإنسان وهل في هذا الموضع خبر لا جحد ، وذلك كقول القائل لاَخر يقرّره : هل أكرمتك ؟ وقد أكرمه أو هل زرتك ؟ وقد زاره وقد تكون جحدا في غير هذا الموضع ، وذلك كقول القائل لاَخر : هل يفعل مثل هذا أحد ؟ بمعنى : أنه لا يفعل ذلك أحد . والإنسان الذي قال جلّ ثناؤه في هذا الموضع هَل أتَى عَلى الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدّهْرِ : هو آدم صلى الله عليه وسلم كذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : هَلْ أتى عَلى الإنْسانِ آدم أتى عليه حِينٌ مِنَ الدّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئا مَذْكُورا إنما خلق الإنسان ها هنا حديثا ما يعلم من خليقة الله ( خليقةٌ ) كانت بعد الإنسان .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله : هَلْ أتى عَلى الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئا مَذْكُورا قال : كان آدم صلى الله عليه وسلم آخر ما خلق من الخلق .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان هَلْ أتى عَلى الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدّهْرِ قال : آدم .

وقوله : حِينٌ مِنَ الدّهْرِ اختلف أهل التأويل في قدر هذا الحين الذي ذكره الله في هذا الموضع ، فقال بعضهم : هو أربعون سنة وقالوا : مكثت طينة آدم مصوّرة لا تنفخ فيها الرّوح أربعين عاما ، فذلك قدر الحين الذي ذكره الله في هذا الموضع قالوا : ولذلك قيل : هَلْ أتى عَلى الإنْسانِ حِينٌ مِنَ الدّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئا مَذْكُورا لأنه أتى عليه وهو جسم مصوّر لم تنفخ فيه الروح أربعون عاما ، فكان شيئا ، غير أنه لم يكن شيئا مذكورا قالوا : ومعنى قوله : لَمْ يَكُنْ شَيْئا مَذْكُورا : لم يكن شيئا له نباهة ولا رفعة ، ولا شرف ، إنما كان طينا لازبا وحمأ مسنونا .

وقال آخرون : لا حدّ للحين في هذا الموضع وقد يدخل هذا القول من أن الله أخبَر أنه أتى على الإنسان حين من الدهر ، وغير مفهوم في الكلام أن يقال : أتى على الإنسان حين قبل أن يوجد ، وقبل أن يكون شيئا ، وإذا أُريد ذلك قيل : أتى حين قبل أن يُخلق ، ولم يقل أتى عليه . وأما الدهر في هذا الموضع ، فلا حدّ له يوقف عليه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الإنسان مكية وآيها إحدى وثلاثون آية .

بسم الله الرحمن الرحيم هل أتى على الإنسان استفهام تقرير تقريب ولذلك فسر بقد وأصله أهل كقوله أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم حين من الدهر طائفة محدودة من الزمان الممتد الغير المحدود لم يكن شيئا مذكورا بل كان شيئا منسيا غير مذكور بالإنسانية كالعنصر والنطفة والجملة حال من الإنسان أو وصف ل حين بحذف الراجع .