التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الإنسان

في السورة تقرير وتذكير بخلق الإنسان بعد العدم ومنحه العقل والاختيار لاختباره . وإنذار للكفار وتنويه بالمؤمنين وبيان مصير كل منهم في الآخرة مع وصف رائع لمصير المؤمنين . وتلقين بتقوى الله والرأفة بالبؤساء . وتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم وتهوين لموقف الكفار منهم ونعي عليهم لمحبتهم الدنيا وإهمالهم الأخرى .

وهذه السورة من المختلف في مكيتها ومدنيتها أيضا ، غير أن الطابع المكي قوي البروز عليها . ومعظم المفسّرين يروون مكيتها {[1]} . ولقد ذكر في عدد من تراتيب النزول المروية أنها نزلت بعد سورة الرحمن {[2]} . ولعلّ في ذلك قرينة على مكيتها أيضا وفي بعض آياتها قرائن بل دلائل قوية على مكيتها كذلك . وللسورة اسم آخر هو الدهر اقتباسا من كلمة الدهر التي جاءت في آياتها الأولى .

[ 1 ] هل أتى : قيل إن الجملة في معنى قد أتى للتقرير . وقيل إنها في معنى ألم يأت كسؤال إنكاري وتقريري أيضا . والجملة تتحمل كلا من المعنيين ولا تتحمل غيرهما .

1


[1]:التاج جـ 5 ص 382.
[2]:كتب السيد رشيد رضا في تفسيره في صدد هذه النقطة وفي سياق آية مماثلة للآية هنا وهي الآية [128] من سورة الأنعام أكثر من خمس وعشرين صفحة استعرض فيها أقوال من يقول بالتأييد ومن يقول بخلافه وأورد حججهم النقلية والعقلية وانتهى إلى إناطة الأمر إلى حكمة الله ورحمته وعدله.