الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

مدينة وآياتها إحدى وثلاثون

هل بمعنى «قد » في الاستفهام خاصة ، والأصل : أهل ، بدليل قوله :

أَهَلْ رَأَوْنَا بِسَفْعِ الْقَاعِ ذِي الأكمِ ***

فالمعنى : أقد أتى ؟ على التقرير والتقريب جميعاً ، أي : أتى على الإنسان قبل زمان قريب { حِينٌ مّنَ الدهر لَمْ يَكُن } فيه { شَيْئاً مَّذْكُوراً } أي كان شيئاً منسياً غير مذكور نطفة في الأصلاب والمراد بالإنسان : جنس بني آدم ، بدليل قوله : { إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِن نُّطْفَةٍ } [ الإنسان : 2 ] ؟ { حين من الدهر } طائفة من الزمن الطويل الممتد

فإن قلت : ما محل { لم يكن شيئاً مذكوراً } قلت : محله النصب على الحال من الإنسان ، كأنه قيل : هل أتى عليه حين من الدهر غير مذكور . أو الرفع على الوصف لحين ، كقوله : { يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ } [ لقمان : 33 ] ، وعن بعضهم : أنها تليت عنده فقال : ليتها تمت ، أراد : ليت تلك الحالة تمت ، وهي كونه شيئاً غير مذكور ولم يخلق ولم يكلف .