تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأنعام مكية كلها ، إلا هذه الآيات ، نزلت بالمدينة ، ونزلت ليلا

وهي خمس وستون ومائة آية كوفى

والآيات المدنية هي : { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم . . . } إلى قوله { . . . لعلكم تعقلون } ، وهي الآيات المحكمات .

وقوله : { وما قدروا الله حق قدره . . . } إلى آخر الآية .

وقوله : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي . . . } نزلت في مسيلمة ، { ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله . . . } ، نزلت في عهد عبد الله بن سعد بن أبي سرح .

وقوله : { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت . . . } .

وقوله : { والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق . . . } ، { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه } .

هذه الآيات مدنيات ، وسائرها مكي ، نزل بها جبريل ، عليه السلام ، ومعه سبعون ألف ملك ، طبقوا ما بين السماء والأرض ، لهم زجل بالتسبيح والتمجيد والتحميد ، حتى كادت الأرض أن ترتج ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "سبحان الله العظيم وبحمده" ، وخر النبي ساجدا ، فيها خصومة مشركي العرب وأهل الكتاب ، وذلك أن قريشا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : من ربك ؟ فقال : "ربي الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" ، فقالوا : أنت كذاب ، ما اختصك الله بشيء ، وما أنت عليه بأكرم منا فأنزل الله عز وجل : بسم الله الرحمن الرحيم { الحمد لله } .

بسم الله الرحمن الرحيم { الحمد لله } ، فحمد نفسه ودل بصنعه على توحيده ، { الذي خلق السماوات والأرض } ، لم يخلقهما باطلا ، خلقهما لأمر هو كائن ، { وجعل الظلمات والنور } ، يعني الليل والنهار ، ثم رجع إلى أهل مكة ، فقال : { ثم الذين كفروا } من أهل مكة ، { بربهم يعدلون } ، يعني يشركون .