تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة الإنسان

أهداف سورة الإنسان

( سورة الإنسان مكية ، وقيل مدنية ، وآياتها 31 آية ، نزلت بعد سورة الرحمان )

وقد اختلف في مكيتها ومدنيتها ، وفي المصحف المتداول أنها مدنية ، ولكن آيات السورة وسياقها وموضوعاتها تحمل الطابع المكي ، وهي أقرب إلى أن تكون مكية .

والمكي من القرآن هو ما نزل بمكة قبل الهجرة ، والمدني هو ما نزل بالمدينة بعد الهجرة .

وهناك سور متفق على مكيتها ، وسور متفق على مدنيتها ، وسور مختلف فيها ، من العلماء من يرى أنها مدنية ، ومنهم من يرى أنها مكية ، ومن هذه السور سورة الإنسان .

وقد غلب على السور المكية الحديث عن الألوهية ، والتحذير من عبادة الأصنام ، والتذكير بالبعث والجزاء ، ولفظ الأنظار إلى مشاهد الكون ونواميسه ، وآيات الله في الآفاق ، ودلائل القدرة الإلهية في الخلق والنفس .

وغلب على السور المدنية وصف غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحالات المجتمع المدني ، والحديث عن المنافقين واليهود ، والعناية بتشريع الأحكام ، ونظام المجتمع ودعائم الحكم السليم .

والقرآن في مجمعه كتاب هداية ، ودعوة إلى القيم ومكارم الأخلاق ، وحث على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، ودعوة إلى تهذيب النفس ، وحث على الفضيلة والاستقامة ، وتقوى الله ومراقبته .

وهذه المعاني التي نجدها في السور المكية والمدنية ، وفي السور المختلف في مكيتها ومدنيتها ، كسورة الإنسان .

ولا نملك نحن إلا أن نقول : سورة الإنسان سورة من القرآن الكريم يختلف الترجيح في مكيتها ومدنيتها ، ونرى أن أسلوبها أقرب إلى أسلوب القرآن المكي ، وبذلك تكون جميع سور جزء ( تبارك الذي بيده الملك ) مكية .

تسلسل أفكار السورة

سورة الإنسان نداء رخي ندي للإنسان أن يتذكر أصله الذي خلق منه ، ويتذكر فضل الله عليه ، حيث خلقه بشرا سويا ، ويسر له طريق الخير والشر ، ليختار بإرادته وكسبه ، وعقله وطاقاته ومداركه .

وبذلك تذكر السورة أصل الخلق ، والمدارك والطاقات التي منحها الله للإنسان ، وميّزه بهذا على جميع المخلوقات ، حيث منحه الإرادة والاختيار ، والسمع والبصر ، ليسمع ويرى ويفكر ويتدبر ، ثم يختار بإرادته وكسبه ، وهذه ميزة خاصة بالإنسان وحده في هذا الكون .

فالملاك مطيع طاعة مطلقة ، والحيوان مزود بالإدراك دون الاختيار ، والكون كله مسخر بمشيئة الله ، وخاضع لنواميسه خضوع القهر والغلبة .

والإنسان زود بالعقل ليختار الطاعة لله أو المعصية ، وهذا هو أساس الابتلاء والاختبار ، فإن أطاع صار أهلا لرضوان الله وجنته ، وإن عصى صار أهلا لغضبه وناره .

وقد ذكرت السورة عذاب أهل النار في آية واحدة ، وهي الآية الرابعة ، واسترسلت في وصف نعيم أهل الجنة وثوابهم في الآيات من ( 5-22 ) ، أي في جزء كبير من السورة .

ثم يتجه الخطاب إلى الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ، لتثبيته على الدعوة ، وتوجيهه إلى الصبر ، وانتظار حكم الله في الأمر ، والاتصال بربه ، والاستمداد منه كلما طال الطريق ، وذلك في الآيات من ( 23 -26 ) .

وفي الجزء الأخير من السورة تذكير للكافرين باليوم الثقيل الذي لا يحسبون حسابه ، والذي يخافه الأبرار ويتقونه ، والتلويح لهم بهوان أمرهم على الله الذي خلقهم ، ومنحهم ما هم فيه من القوة ، وهو قادر على الذهاب بهم ، والإتيان بقوم آخرين ، لولا تفضله عليهم بالبقاء لتمضي مشيئة في الابتلاء ، ويلوح في ختام السورة بعاقبة الابتلاء ، وذلك في الآيات من ( 27 -31 ) .

مع آيات السورة

1- قد أتى على هذا النوع- نوع الإنسان- زمن لم يكن موجودا ، حتى يعرف ويذكر .

والحين : طائفة من الزمان غير محدودة ، وعن ابن عباس وابن مسعود : أن الإنسان ههنا آدم ، والحين محدود ، وذلك أنه مكث أربعين سنة طينا ، إلى أن نفخ فيه الروح فصار شيئا مذكورا بعد كونه كالمنسيi .

2- إنا خلقنا الإنسان من نطفة ، اختلط فيها ماء الرجل بماء المرأة ، مريدين ابتلاءه واختباره بالتكليف فيما بعد ، إذا شبّ وبلغ الحلم ، فجعلناه سميعا بصيرا ، ليتمكن من استماع الآيات ، ومشاهدة الدلائل ، والتعقل والتفكر .

ومقصود الآية : نحن نعامل الإنسان معاملة المختبر له ، أيميل إلى أصله الأرضي فيكون حيوانا نباتيا معدنيا شهوانيا ، أم يكون إلهيا معتبرا بالسمع والبصر والفكر ؟

3- بيّن الله للإنسان الطريق السوي ، بإرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، وهو بالخيار ، إما أن يكون شاكرا لنعماء الله ، فيسير في الطريق الواضح المرسوم ، وإما أن يكون كافرا فيعرض ويكفر ، ويختار الضلال على الهدى .

4- إنا هيأنا لمن كفروا بنعمتنا سلاسل للأقدام ، وأغلالا تشدّ بها أيديهم إلى أعناقهم ، كما يفعل بالمجرمين في الدنيا ، ونارا تتسعر يلقى فيها بالمسلسلين المغلولين .

ثم تصف الآيات بعد ذلك نعيم المتقين ، وصفا طويلا لم نجد مثله في سورة سابقة ، ويستمر هذا الوصف من الآية ( 5 ) إلى الآية ( 22 ) ، أي ( 18 ) آية من مجموع آيات السورة وهي ( 31 ) آية ، أي أن أكثر من نصف السورة يصف نعيم المتقين وحليّهم وملابسهم وخدمهم ، وما هم فيه من نعمة ورضوان وملك كبير .

ولنسر مع هذه الآيات التي تصف نعيم المتقين :

5 ، 6- إن شراب الأبرار في الجنة ممزوج بالكافور ، يشربونه في كأس تغترف من عين تفجّر لهم تفجيرا في كثرة ووفرة ، وينتفعون بها كما يشاءون ، ويتبعهم ماؤها إلى كل مكان ، يحبون وصولها إليه .

قال مجاهد : يقودونها حيث شاءوا ، وتتبعهم حيث مالواii .

7- كانوا يوفون بالنذر فيفعلون ما اعتزموا من الطاعات وما التزموا من الواجبات ، أي أنهم يؤدون ما أوجبه الله عليهم بأصل الشرع ، وما أوجبوه على أنفسهم بالنذر .

وهم يستشعرون الخشية من يوم القيامة ، ذلك يوم شديد عذابه ، عظيم خطره ، كالنار يتطاير شررها فيعم شرها .

8- وكانوا يطعمون الطعام ، ويقدمون المعونة النافعة لكل مسكين عاجز عن الاكتساب ، ولكل يتيم مات كاسبه ، ولكل أسير لا يملك لنفسه قوة ولا حيلة .

9- وحين يقدمون الطعام والمعونة النافعة لكل مسكين عاجز عن الاكتساب ، ولكل يتيم مات كاسبه لا يترفعون على عباد الله ولا يشعرون بالاستعلاء والعظمة ، إنما يقدمون المعونة في إخلاص وتجرد لوجه الله ، ولا ينتظرون شكرا ولا إعلانا .

قال مجاهد وسعيد بن جبير : أما والله ما قالوه بألسنتهم ، ولكن علم الله به من قلوبهم ، فأثنى عليهم به ، ليرغب في ذلك راغبiii .

10- لقد أخرجوا الصدقة لوجه الله ، ولسان حالهم يقول : إنا نفعل ذلك ليرحمنا ربنا ، ويتلقانا بلطفه في يوم عبوس ، تعبس فيه الوجوه ، قمطرير شديد العبوس .

قال النسفي : وصف اليوم بصفة أهله من الأشقياء ، نحو : نهارك صائم ، والقمطرير شديد العبوس ، الذي يجمع ما بين عينيه . iv .

11- فحفظهم الله من شر ذلك اليوم ، وكسا وجوههم نضرة ونضارة ، وتنعما وفرحا وسرورا .

12- وجزاهم بصبرهم على الإيثار والتزامهم بأمر الله جنة يسكنونها ، وحريرا يلبسونه .

ثم تصف الآيات مساكن أهل الجنة ، وشرابهم وأوانيه وسقاته ، وما تفضل به عليهم ربهم ، من فاخر اللباس والحلي ، وأصناف النعيم فتقول :

13- هم في جلسة مريحة مطمئنة ، الجو حولهم رخاء ناعم ، دافئ في غير حر ، ندى في غير برد ، فلا شمس تلهب النسائم ، ولا زمهرير وهو البرد القارس .

14- ظلال الجنة قريبة من الأبرار ، مظلة عليهم ، وقطوفها وثمارها قريبة دانية في متناول أيديهم ، ينالها القائم والقاعد والمتكئ .

15 ، 19- يطاف عليهم بآنية من فضة بيضاء ، في صفاء الزجاج ، فيرى ما في باطنها من ظاهرها ، مما لم تعهده الأرض في آنية الفضة ، وهي بأحجام مقدرة تقديرا ، يحقق المتاع والجمال ، ثم هي تمزج بالزنجبيل كما مزجت مرة بالكافور ، وهي كذلك تملأ من عين جارية تسمى سلسبيلا ، لشدة عذوبتها واستساغتها للشاربين ، وزيادة في المتاع فإن الذين يطوفون بهذه الآواني والأكواب هم غلمان صباح الوجوه ، لاي فعل فيهم الزمن ، ولا تدركهم السن ، فهم مخلدون في سن الصباحة والصبا والوضاءة ، وهم هنا وهناك كاللؤلؤ المنثور .

20- تجمل هذه الآية خطوط هذا النعيم ، وتلقى عليه نظرة كاملة فاحصة ، تلخص وقعه في القلب والنظر ، فإذا نظرت في الجنة رأيت نعيما عظيما ، وملكا كبيرا لا يحيط به الوصف .

21- ثم تخصيص هذه الآية مظهرا من مظاهر النعيم والملك الكبير ، فتقول : إن لباس أهل الجنة السندس ، وهو الحرير الرقيق ، والاستبرق وهو الحرير السميك المبطن ، وقد حلوا أساور من فضة ، وتدرج نعيمهم في الارتقاء إلى مدارج الكمال ، حتى وصل إلى : وسقاهم ربهم . وأضاف السقي إلى ذاته الشريف والتخصيص . شرابا طهورا . مبالغة في طهارته ونظافته بخلاف خمر الدنيا ، فهو عطاء كريم من معط كريم ، وهذه تضاف إلى قيمة ذلك النعيم .

22- ثم ختم وعدهم بالود والتكريم ، فقال : إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا .

أي : يقال لهؤلاء الأبرار هذا القول ، زيادة في سرورهم : إن هذا الذي أعطيناكم من الكرامة ، كان ثوابا على أعمالكم الصالحة ، وكان عملكم في الدنيا مشكورا ، حمدكم عليه ربكم ورضيه لكم ، فأثابكم به من الكرامة .

وهذا النطق من الملأ الأعلى يعدل هذه المناعم كلها ، ويمنحها قيمة أخرى فوق قيمتها ، لأنها جزاء على عمل ، وثواب لإنسان اختار الهدى والطريق المستقيم والعمل الصالح ، فاستحق النعيم والتكريم .

23- وبعد أن بين الله سبحانه ما في الجنة من نعيم ، ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة الرسالة تسلية لفؤاده ، وحثا على الصبر والثبات ، فقال : إن نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا .

إن القرآن من عند الله تعالى ، أنزله منجما مفصلا في ثلاث وعشرين سنة ، ليكون أسهل لحفظه وتفهمه ودراسته ، ولتكون الأحكام آتية وفق الحوادث التي تجدّ في الكون ، فتكون تثبيتا لإيمان المؤمنين وزيادة في تقوى المتقين .

24- اصبر على أن أمر الله واثبت على الحق ، ولا تتبع أحدا من الآثمين إذا دعاك إلى الإثم ، ولا من الكافرين إذا دعاك إلى الكفر ، إن الأمور مرهونة بقدر الله ، وهو يمهل الباطل ويملي للشر ، كل أولئك لحكمة يعلمها يجرى بها قدره ، وينفذ بها حكمه ، فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا .

ونهيه صلى الله عليه وسلم عن طاعة الآثم والكفور –وهو لا يطيع واحدا منهما- إشارة إلى أن الناس محتاجون إلى مواصلة الإرشاد ، لما ركب في طباعهم من الشهوة الداعية إلى اجتراح السيئات ، وأن أحدا لو استغنى عن توفيق الله وإرشاده لكان أحق الناس بذلك هو الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم .

25 ، 26- ودم على ذكره في الصباح والمساء ، والخلوة والجلوة ، وصلّ بعض الليل كصلاتي المغرب والعشاء ، واسجد له بالليل وسبحه طويلا ، لأنه مصدر القوة والعناية ، وينبوع العون والهداية ، ومن وجد الله وجد كل شيء ، فالصلة به هي السعادة الكبرى ، والعناية العظمى ، والزاد الحقيقي الصالح لهذه الرحلة المضنية في طريق الحياة .

27- إن هؤلاء المشركين بالله يحبون الدنيا ، وتعجبهم زينتها ، وينهمكون في لذتها الفانية ، ويتركون اليوم الثقيل الذي ينتظرهم هناك بالسلاسل والأغلال والسعير ، بعد الحساب العسير .

والآية تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في مواجهة المشركين ، إلى جانب أنها تهديد ملفوف لأصحاب العاجلة باليوم الثقيل .

28- يتلو ذلك التهديد التهوين من أمرهم عند الله ، الذي أعطاهم ما هم فيه من قوة وبأس ، وهو قادر على الذهاب بهم ، فهم لا يعجزون الله بقوتهم ، وهو الذي خلقهم وأعطاهم إياها ، وهو قادر على أن يخلق أمثالهم في مكانهم ، فإذا أمهلهم ولم يبدل أمثالهم فهو فضله ومنته ، وهو قضاؤه وحكمته .

29- إن هذه السورة بما فيه من ترتيب بديع ، ونسق عجيب ، ووعد ووعيد ، وترغيب وترهيب في تذكرة وتبصرة لكل ذي عقل وبصيرة ، فمن شاء الخير والنجاة لنفسه في الدنيا والآخرة فليتقرب إلى ربه بالطاعة ، وليصدق بالقرآن الكريم والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فذلك هو الطريق إلى الله .

30- ويعقب على ذلك بإطلاق المشيئة ، ورد كل شيء إليها ليكون الاتجاه الأخير إليها ، والاستسلام الأخير لحكمها : وما تشاءون إلا أن يشاء الله . . .

أي : وما تشاءون اتخاذ السبيل الموصلة إلى النجاة ، ولا تقدرون على تحصيلها ، إلا إذا وفقكم الله لاكتسابها ، وأعدكم لنيلها . ذلك كي تعلم قلوب البشر أن الله هو الفاعل المختار ، المتصرف القهار .

إن الله كان عليما . بما يصلح العباد . حكيما . وضع كل إنسان في موضعه من الهداية والضلال ، فهو يعيد المتقين على القيام بواجبهم ، ويسلب عونه عن المشركين ، فيتيهون في بيداء الضلال .

31- يدخل من يشاء في رحمته . . . فيهديه ويوفقه للطاعة بحسب استعداده . والظالمين أعد لهم عذابا أليما . وقد أملى لهم وأمهلهم ، لينتهوا إلى هذا العذاب الأليم .

وهذا الختام يلتئم مع المطلع ، ويصور نهاية الابتلاء الذي خلق الله له الإنسان من نطفة أمشاج ، ووهبه السمع والإبصار ، وهداه السبيل إما إلى الجنة وإما إلى النار .

مجمل ما تضمنته السورة

اشتملت سورة الإنسان على خمسة مقاصد :

1- خلق الإنسان .

2- جزاء الشاكرين والجاحدين .

3- وصف النار وصفا قصيرا في آية واحدة ، ووصف الجنة وصفا مسهبا في قرابة ( 18 ) آية .

4- ذكر المنّة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمره بالصبر وقيام الليل .

5- المنّة على الخلق بإحكام خلقهم ، وإضافة كلية المشيئة إلى الله تعالى .

أسماء السورة :

لهذه السورة ثلاثة أسماء :

سورة : هل أتى . لمفتتحها .

سورة الإنسان لقوله تعالى : هل أتى على الإنسان .

سورة الدهر لقوله تعالى : حين من الدهر .

خلق الإنسان

بسم الله الرحمان الرحيم

{ هل أتى على الإنسان حين من الدّهر لم يكن شيئا مذكورا 1 إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا 2 إنّا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا 3 }

المفردات :

هل أتى : قد أتى .

الإنسان : آدم عليه السلام .

حين : وقت وزمان ، وقيل : طائفة محدودة من الزمان ، شاملة الكثير والقليل .

الدهر : الزمان الممتد غير المحدود ، ويقع على مدة العالم جميعها ، وعلى كل زمان طويل غير معين .

1

التفسير :

1- هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا .

قد أتى على الإنسان زمن طويل ، لم يكن موجودا في هذا الكون ، فقد كان في عالم العدم ، ثم خلق الله آدم بعد خلق الكون بستة بلايين سنة ، وكأن الحق سبحانه وتعالى خلق الكون في ستة أيام ، وقضى بأن يترك الكون هذه المدة في الخلق والوجود ، حتى يكون بعد هذه المدة صالحا لوجود الإنسان عليه ، حيث كانت السماء رتقاء لا تمطر ، والأرض بالتالي لا تنبت ، وعندما وجد الإنسان على ظهر الأرض ، وجد الماء ، وجعله الله سبب الحياة ، والنبات والرزق ، واستمرار الأحياء على ظهر الأرض .

قال تعالى : أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون . ( الأنبياء : 30 ) .

أي أن الله تعالى هيّأ للإنسان البيت الذي سيسكنه وهو الكون ، فجعل السماء الصمّاء تتفتق بالمطر ، وجعل الأرض الصماء تتفتق بالنبات ، وجعل الماء أساس الحياة بقدرة الله .

ثم إن الذي أوجد الإنسان من العدم قادر على إعادته بعد الموت للبعث والحشر والحساب والجزاء .

قال تعالى : وهو الذي يبدأ الخلق ثم عيده . . . ( الروم : 27 ) .

قال ابن كثير : يخبر تعالى عن الإنسان أنه أوجده بعد أن لم يكن شيئا يذكر لحقارته وضعفه . اه .

وقال المفسرون : هل أتى . بمعنى قد أتى .

والغرض من الآية :

تذكير الإنسان بأصل نشأته ، فقد كان شيئا منسيّا ، لا يفطن له ، وكان في العدم ذرة في صلب أبيه ، وماء مهينا ، لا يعلم به إلا الذي يريد أن يخلقه ، ومرّ عليه حين من الدهر كانت الكرة الأرضية خالية منه ، ثم خلقه الله وأبدع تكوينه وإنشاءه ، بعد أن كان مغمورا ومنسيا لا يعلم به أحد .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الإنسان

مدنية وآياتها إحدى وثلاثون

قال عطاء : هي مكية . وقال مجاهد وقتادة مدنية . وقال الحسن وعكرمة : هي مدنية إلا آية وهي قوله : { فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثماً أو كفورا } .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ هل أتى } قد أتى { على الإنسان } يعني آدم عليه السلام ، { حين من الدهر } أربعون سنة ، وهو من طين ملقى بين مكة ، والطائف قبل أن ينفخ فيه الروح ، { لم يكن شيئاً مذكوراً } لا يذكر ولا يعرف ، ولا يدرى ما اسمه ولا ما يراد به ، يريد : كان شيئاً ولم يكن مذكوراً ، وذلك من حين خلقه من طين إلى أن نفخ فيه الروح . روي أن عمر سمع رجلاً يقرأ هذه الآية : { لم يكن شيئاً مذكوراً } فقال عمر : ليتها تمت ، يريد : ليته بقي على ما كان ، قال ابن عباس : ثم خلقه بعد عشرين ومائة سنة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

مكية في قول ابن عباس ومقاتل والكلبي . وقال الجمهور : مدنية . وقيل : فيها مكي ، من قوله تعالى : " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا{[1]} " [ الإنسان : 23 ] إلى آخر السورة ، وما تقدمه مدني .

وذكر ابن وهب قال : وحدثنا ابن زيد قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرأ : " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " وقد أنزلت عليه وعنده رجل أسود كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له عمر بن الخطاب : لا تثقل على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( دعه يا ابن الخطاب ) قال : فنزلت عليه هذه السورة وهو عنده ، فلما قرأها عليه وبلغ صفة الجنان زفر زفرة فخرجت نفسه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أخرج نفس صاحبكم - أو أخيكم - الشوق إلى الجنة ) وروي عن ابن عمر بخلاف هذا اللفظ ، وسيأتي . وقال القشيري : إن هذه السورة نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه . والمقصود من السورة عام . وهكذا القول في كل ما يقال إنه نزل بسبب كذا وكذا .

قوله تعالى : " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " " هل " : بمعنى{[15656]} قد ، قاله الكسائي والفراء وأبو عبيدة . وقد حكي عن سيبويه " هل " بمعنى قد . قال الفراء : هل تكون جحدا ، وتكون خبرا ، فهذا من الخبر ؛ لأنك تقول : هل أعطيتك ؟ تقرره بأنك أعطيته . والجحد أن تقول : هل يقدر أحد على مثل هذا ؟ وقيل : هي بمنزلة الاستفهام ، والمعنى : أتى . والإنسان هنا آدم عليه السلام ، قاله قتادة والثوري وعكرمة والسدي . وروي عن ابن عباس . " حين من الدهر " قال ابن عباس في رواية أبي صالح : أربعون سنة مرت به ، قبل أن ينفخ فيه الروح ، وهو ملقى بين مكة والطائف وعين ابن عباس أيضا في رواية الضحاك أنه خلق من طين ، فأقام أربعين سنة ، ثم من حمأ مسنون أربعين سنة ، ثم من صلصال أربعين سنة ، فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة . وزاد ابن مسعود فقال : أقام وهو من تراب أربعين سنة ، فتم خلقه بعد مائة وستين سنة ، ثم نفخ فيه الروح . وقيل : الحين المذكور ها هنا : لا يعرف مقداره ، عن ابن عباس أيضا ، حكاه الماوردي . " لم يكن شيئا مذكورا " قال الضحاك عن ابن عباس : لا في السماء ولا في الأرض . وقيل : أي كان جسدا مصورا ترابا وطينا ، لا يذكر ولا يعرف ، ولا يدرى ما اسمه ولا ما يراد به ، ثم نفخ فيه الروح ، فصار مذكورا ، قاله الفراء وقطرب وثعلب . وقال يحيى بن سلام : لم يكن شيئا مذكورا في الخلق وإن كان عند الله شيئا مذكورا . وقيل : ليس هذا الذكر بمعنى الإخبار ، فإن إخبار الرب عن الكائنات قديم ، بل هذا الذكر بمعنى الخطر والشرف والقدر ، تقول : فلان مذكور أي له شرف وقدر . وقد قال تعالى : " وإنه لذكر لك ولقومك " [ الزخرف : 44 ] . أي قد أتى على الإنسان حين لم يكن له قدر عند الخليقة . ثم لما عرف الله الملائكة أنه جعل آدم خليفة ، وحمله الأمانة التي عجز عنها السموات والأرض والجبال ، ظهر فضله على الكل ، فصار مذكورا . قال القشيري : وعلى الجملة ما كان مذكورا للخلق ، وإن كان مذكورا لله . وحكى محمد بن الجهم عن الفراء : " لم يكن شيئا " قال : كان شيئا ولم يكن مذكورا . وقال قوم : النفي يرجع إلى الشيء ، أي قد مضى مدد من الدهر وآدم لم يكن شيئا يذكر في الخليقة ؛ لأنه آخر ما خلقه من أصناف الخليقة ، والمعدوم ليس بشيء حتى يأتي عليه حين . والمعنى : قد مضت عليه أزمنة وما كان آدم شيئا ولا مخلوقا ولا مذكورا لأحد من الخليقة . وهذا معنى قول قتادة ومقاتل : قال قتادة : إنما خلق الإنسان حديثا ما نعلم من خليقة الله جل ثناؤه خليقة كانت بعد الإنسان .

وقال مقاتل : في الكلام تقديم وتأخير ، وتقديره : هل أتى حين من الدهر لم يكن الإنسان شيئا مذكورا ؛ لأنه خلقه بعد خلق الحيوان كله ، ولم يخلق بعده حيوانا .

وقد قيل : " الإنسان " في قوله تعالى " هل أتى على الإنسان حين " عني به الجنس من ذرية آدم ، وأن الحين تسعة أشهر ، مدة حمل الإنسان في بطن أمه " لم يكن شيئا مذكورا " : إذ كان علقة ومضغة ؛ لأنه في هذه الحالة جماد لا خطر له . وقال أبو بكر رضي الله عنه لما قرأ هذه الآية : ليتها تمت فلا نبتلى . أي ليت المدة التي أتت على آدم لم تكن شيئا مذكورا تمت على ذلك ، فلا يلد ولا يبتلى أولاده . وسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يقرأ " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " فقال ليتها تمت .


[1]:لعله عمرو بن مرة المذكور في سند الحديث (انظر ابن ماجه ج 1 ص 139 وسنن أبي داود ج 1 ص 77 طبع مصر).
[15656]:في ح: "تقديره".
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الإنسان

مدنية وآياتها 31 نزلت بعد الرحمن

{ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا } هل هنا بمعنى التقرير لا لمجرد الاستفهام ، وقيل : هل بمعنى قل ، والإنسان هنا جنس ، والحين الذي أتى عليه حين كان معدوما قبل أن يخلق ، وقيل : الإنسان هنا آدم والحين الذي أتى عليه حين كان طينا قبل أن ينفخ فيه الروح وهذا ضعيف لوجهين :

أحدهما : قوله : { إنا خلقنا الإنسان من نطفة } وهو هنا جنس باتفاق إذ لا يصح هنا في آدم . والآخر : أن مقصد الآية تحقير الإنسان .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الإنسان{[1]} وتسمى هل أتى والأمشاج والدهر

مقصودها ترهيب الإنسان بما دل عليه آخر القيامة من العرض{[2]} على الملك الديان بتعذيب{[3]} العاصي {[4]}في النيران{[5]} وتنعيم المطيع في الجنان بعد جمع الخلائق[ كلها-{[6]} ] الإنس والملائكة والجان وغير ذلك من الحيوان ، ويكون لهم مواقف طوال وأهوال وزلزال ، لكل منها أعظم شأن ، وأدل ما فيها على ذلك الإنسان بتأمل آيته وتدبر{[7]} مبدئه وغايته ، وكذا{[8]} تسميتها بهل أتى وبالدهر وبالأمشاج من غير ميل ولا اعوجاج { بسم الله } الملك الذي خلق الخلائق لمعرفة أسمائه الحسنى { الرحمن } الذي عمهم بنعمه الظاهرة فرادى{[9]} ومثنى { الرحيم } الذي خص منهم من اختاره لوداده{[10]} بالنعمة الباطنة والمقام الأسنى .

لما تقدم في {[70415]}آخر القيامة{[70416]} التهديد على مطلق التكذيب ، وأن المرجع إلى الله وحده ، والإنكار على من ظن أنه يترك سدى{[70417]} والاستدلال على البعث وتمام القدرة عليه-{[70418]} ، تلاه أول هذه بالاستفهام{[70419]} الإنكاري على ما يقطع معه بأن لا يترك سدى ، فقال مفصلاً ما له سبحانه عليه من نعمة الإيجاد والإعداد والإمداد والإسعاد : { هل أتى } أي بوجه من الوجوه { على الإنسان } أي هذا النوع الذي شغله عما يراد به ويراد له لعظم مقداره في نفس الأمر الأنس بنفسه والإعجاب بظاهر حسه والنسيان لما بعد حلول رمسه { حين من الدهر } أي مقدار محدود وإن قل من الزمان الممتد الغير المحدود حال{[70420]} كونه { لم يكن } أي في ذلك الحين كوناً راسخاً { شيئاً مذكوراً * } أي ذكراً له اعتبار ظاهر في الملأ الأعلى وغيره حتى أنه يكون متهاوناً{[70421]} به غير منظور إليه ليجوز أن يكون سدى بلا أمر ونهي ، ثم يذهب عدماً-{[70422]}بالكلية ليس الأمر كذلك ، بل ما أتى عليه {[70423]}شيء من{[70424]} ذلك بعد خلقه إلا وهو فيه شيء مذكور ، وذلك أن الدهر هو الزمان ، والزمان هو مقدار حركة الفلك - كما نقله الرازي في كتاب{[70425]} اللوامع في سورة " يس " عند {[70426]}قوله تعالى{[70427]} " ولا الليل سابق النهار " فإنه قال : الزمان ابتداؤه من حركات السماء فإن الزمان مقدار حركات الفلك - انتهى وآدم عليه السلام تم الخلق بتمام خلقه في آخر يوم الجمعة أول جمعة كانت ، وكانت طينته{[70428]} - قبل ذلك بمدة مخمرة هو فيها بين{[70429]} الروح والجسد ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : خلق الله آدم عليه السلام من تراب فأقام أربعين سنة ثم من طين أربعين سنة ثم من صلصال أربعين سنة ثم من حمإ مسنون-{[70430]} أربعين سنة ثم خلقه{[70431]} بعد ستين ومائة سنة ، وقال البغوي{[70432]} : قال ابن عباس رضي الله عنهما : ثم خلقه بعد عشرين ومائة سنة{[70433]} : فحينئذ{[70434]} ما أتى عليه زمان إلا وهو شيء مذكور إما بالتخمير وإما {[70435]}بتمام التصوير{[70436]} ، فالاستفهام على بابه وهو إنكاري ، وليست " هل " بمعنى " قد " إلا إن قدرت قبلها الهمزة ، وكان الاستفهام إنكارياً لينتفي مضمون الكلام ، والمراد أنه هو المراد من العالم ، فحينئذ ما خلق الزمان إلا لأجله ، فهو أشرف{[70437]} الخلائق ، وهذا{[70438]} أدل دليل على{[70439]} بعثه للجزاء ، فهل يجوز مع ذلك أن يترك سدى فيفنى المظروف الذي هو المقصود بالذات ، ويبقى الظرف الذي ما خلق إلا صواناً{[70440]} له ، والذي يدل على ذلك من أقوال السلف أنه روي أن رجلاً قرأها عند ابن مسعود رضي الله عنه فقال : يا ليت ذلك لم{[70441]} يكن .

وقال الإمام أبو جعفر ابن الزبير : قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً{[70442]} } [ الإنسان : 1 ] تعريف الإنسان بحاله وابتداء أمره ليعلم أن لا طريق له للكبر واعتقاد السيادة لنفسه ، وأن لا يغلطه ما اكتنفه من الألطاف الربانية والاعتناء الإلهي والتكرمة فيعتقد أنه يستوجب ذلك ويستحقه

( وما بكم من نعمة فمن الله }[ النحل : 53 ] ولما تقدم في القيامة إخباره تعالى عن حال{[70443]} منكري البعث عناداً واستكباراً وتعامياً عن النظر والاعتبار

{ أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }[ القيامة : 3 ] وقوله بعد

{ فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى }[ القيامة : 31 - 33 ] أي يتبختر عتواً{[70444]} واستكباراً ومرحاً{[70445]} وتجبراً ، وتعريفه بحاله التي{[70446]} لو فكر فيها{[70447]} لما كان منه ما وصف ، و-{[70448]} ذلك قوله

{ ألم يكن نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى }[ القيامة : 37 - 38 ] أتبع ذلك بما هو أعرق في التوبيخ وأوغل في التعريف وهو أنه قد-{[70449]} كان لا شيء فلا نطفة ولا علقة ، ثم أنعم الله عليه بنعمة الإيجاد ونقله تعالى من طور إلى طور فجعله نطفة من ماء مهين في قرار مكين ثم كان علقة ثم مضغة إلى إخراجه{[70450]} وتسويته خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ، فمن اعتبر اتصافه بالعدم ثم تقلبه في هذه الأطوار المستنكف حالها والواضح فناؤها واضمحلالها ، و{[70451]} أمده الله تعالى بتوفيقه{[70452]} عرف حرمان من وصف في قوله : " ثم ذهب إلى أهله يتمطى " فسبحان{[70453]} الله ما أعظم{[70454]} حلمه وكرمه ورفقه ، ثم-{[70455]} بين تعالى أن ما {[70456]}جعله للإنسان{[70457]} من السمع والبصر ابتلاء له ، ومن {[70458]}أدركه أدركه{[70459]} الغلط وارتكب الشطط - انتهى .


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[4]:- ضبطه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على الأنساب ج2 ص280 وقال: البقاعي يكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الألف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة أشهرهم الإمام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 وتوفي سنة 885 – اهـ.
[5]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[6]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[7]:- في م ومد وظ: برسالته.
[8]:- ليس في م ومد وظ.
[9]:- سورة 38 آية 29.
[10]:- في م وظ: اخرجه.
[70415]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[70416]:زيد في الأصل و ظ: من، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[70417]:زيد في الأصل: حاشا، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70418]:زيد من ظ و م.
[70419]:من ظ و م، وفي الأصل: الاستفهام.
[70420]:من ظ و م، وفي الأصل: حالة.
[70421]:في م: مهاونا.
[70422]:زيد من ظ و م.
[70423]:من ظ و م، وفي الأصل: من شيء.
[70424]:من ظ و م، وفي الأصل: من شيء.
[70425]:زيد من ظ و م.
[70426]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[70427]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[70428]:زيد من ظ و م.
[70429]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[70430]:زيد من ظ و م.
[70431]:من ظ و م، وفي الأصل: علقة.
[70432]:راجع المعالم 7/107.
[70433]:زيد من ظ و م.
[70434]:من ظ و م، وفي الأصل: فحين.
[70435]:من م، وفي الأصل و ظ: بالتصوير.
[70436]:من م، وفي الأصل و ظ: بالتصوير.
[70437]:من ظ و م، وفي الأصل: أشر.
[70438]:من ظ و م، وفي الأصل: هو.
[70439]:زيد في الأصل: إن، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70440]:من ظ و م، وفي الأصل: صونا.
[70441]:من ظ و م، وفي الأصل: لن.
[70442]:من ظ و م، وفي الأصل: المذكور.
[70443]:من ظ و م، وفي الأصل: أخبارا.
[70444]:من ظ و م، وفي الأصل: علوا.
[70445]:من ظ و م، وفي الأصل: مراحا.
[70446]:من ظ و م، وفي الأصل: الذي.
[70447]:من ظ و م، وفي الأصل: فيه.
[70448]:زيد من ظ و م.
[70449]:زيد من ظ و م.
[70450]:من ظ و م، وفي الأصل: آخره.
[70451]:من ظ و م، وفي الأصل "ثم".
[70452]:من ظ و م، وفي الأصل: بتوفيقه.
[70453]:ما بين الرقمين في الأصل بياض ملأناه من ظ و م.
[70454]:ما بين الرقمين في الأصل بياض ملأناه من ظ و م.
[70455]:زيد من ظ و م.
[70456]:من ظ و م، وفي الأصل: حصل الآن.
[70457]:من ظ و م، وفي الأصل: حصل الآن.
[70458]:من ظ و م، وفي الأصل: ادرك ادرك.
[70459]:من ظ و م، وفي الأصل: ادرك ادرك.