البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لَوۡ أَرَدۡنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهۡوٗا لَّٱتَّخَذۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَٰعِلِينَ} (17)

و { لو أردنا أن نتخذ لهواً } أصل اللهو ما تسرع إليه الشهوة ويدعو إليه الهوى ، وقد يكنى به عن الجماع ، وأما هنا فعن ابن عباس والسدّي هو الولد .

وقال الزجاج : هو الولد بلغة حضرموت .

وعن ابن عباس : إن هذا رد على من قال { اتخذ الله ولداً } وعنه أن اللهو هنا اللعب .

وقيل : اللهو هنا المرأة .

وقال قتادة : هذا في لغة أهل اليمن ، وتكون رداً على من ادعى أن لله زوجة ومعنى { من لدنا } من عندنا بحيث لا يطلع عليه أحد لأنه نقص فستره أولى .

وقال السدّي : من السماء لا من الأرض .

وقيل : من الحور العين .

وقيل : من جهة قدرتنا .

وقيل : من الملائكة لا من الإنس رداً لولادة المسيح وعزير .

وقال الزمخشري : بين أن السبب في ترك اتخاذ اللهو واللعب وانتفائه عن أفعالي أن الحكمة صارفة عنه ، وإلاّ فأنا قادر على اتخاذه إن كنت فاعلاً لأني على كل شيء قدير انتهى .

ولا يجيء هذا إلاّ على قول من قال : اللهو هو اللعب ، وأما من فسره بالولد والمرأة فذلك مستحيل لا تتعلق به القدرة .

والظاهر أن { أن } هنا شرطية وجواب الشرط محذوف ، يدل عليه جواب { لو } أي إن كنا فاعلين اتخذناه إن كنا ممن يفعل ذلك ولسنا ممن يفعله .

وقال الحسن : وقتادة وجريج { أن } نافية أي ما كنا فاعلين .