الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَيَبۡلُوَنَّكُمُ ٱللَّهُ بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلصَّيۡدِ تَنَالُهُۥٓ أَيۡدِيكُمۡ وَرِمَاحُكُمۡ لِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (94)

{ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ } الآية

نزلت عام الحديبية ابتلاهم اللّه بالصيد فكان الوحش يغشي رجالهم كثير وهم محرمون ، فبينما هم يسيرون بين مكة والمدينة إذ عرض إليهم حمار وحش ، فحمل عليه أبو اليسر بن عمرو فطعنه برمحه فقتله ، فقيل له : إنك قتلت الصيد وأنت حرم ، فأتى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك فأنزل اللّه { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ } ليختبرنكم اللّه { بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ } ، وإنما بعض فقال بشيء لأنه إبتلاهم بصيد البرّ خاصة ، { تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ } وهي الفراخ والبيض وما لا يستطيع أن يفر من الصيد الوحش ، { وَرِمَاحُكُمْ } وهي الوحش وكبار الصيد { لِيَعْلَمَ اللَّهُ } ليرى اللّه من يخافه بالغيب ولم يره ، { مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ } فلا يصطاد في حال الإحرام ، { فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذلِكَ } أي صاده بعد تحريمه فاستحلّه { فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }*