وقوله : ( ويجعلون لله ما يكرهون ) ، ( ما ) ، لمن يعقل . والمراد به النوع ، كقوله سبحانه : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) ، و ( ما ) تعم العقلاء وغيرهم . والمعنى : أن المشركين ينسبون لله ما يكرهونه لأنفسهم ، من البنات ومن الشركاء ، وهم أنفسهم يأنفون أن يكون عندهم الشركاء في أموالهم ورئاستهم .
قوله : ( وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى ) ، ( الكذب ) ، مفعول به . ( أن لهم الحسنى ) ، بدل منه ، بدل كل من كل{[2552]} ؛ أي : مع كل ظلمهم وعصيانهم ، فإنهم يكذبون بقولهم : ( أن لهم الحسنى ) ، أي : الجنة . وهذا غاية الكذب والتقول الظالم ؛ إذ يهذون بأن لهم من الله الجنة .
قوله : ( لا جرم أن لهم النار ) ، ( لا جرم ) ، أي : حقا ، لا بد منه ، أن لهؤلاء الظالمين النار بدلا مما زعموه من الحسنى ، وهي : الجنة ، ( وأنهم مفرطون ) ، بفتح الراء ؛ أي : مضيعون في النار منسيون فيها أبدا ، أو مقدمون معجل بهم إليهم . وذلك من أفرطته إلى كذا ، أي : قدمته . ومنه قول رسول الله ( ص ) : " أنا فرطكم على الحوض " ، أي : متقدمكم عليه . وكثيرا ما يقال للمتقدم إلى الماء لإصلاح شيء : فارط وفرط . ومفرطون بالتشديد ؛ أي : مقصرون ، من فرط في كذا ، أي : قصر{[2553]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.