الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ أَزۡوَٰجَهُمۡ وَلَمۡ يَكُن لَّهُمۡ شُهَدَآءُ إِلَّآ أَنفُسُهُمۡ فَشَهَٰدَةُ أَحَدِهِمۡ أَرۡبَعُ شَهَٰدَٰتِۭ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (6)

ثم قال تعالى : { والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين }[ 6 ] .

ارتفعت{[47931]} الشهادة بالابتداء ، أي{[47932]} فعليه أن يشهد أربع شهادات بالله{[47933]} ، وكسرت{[47934]} إن{[47935]} في " إنه لمن " ، و " إنها لمن " لأنها جواب القسم .

وقوله : " أربع " من{[47936]} نصبه{[47937]} أعمل فيه فشهادة{[47938]} أحدهم ، لأن التقدير : فإن{[47939]} شهد أحدهما{[47940]} أربع شهادات بالله{[47941]} فهو مصدر ولا يحسن أن يكون مفعولا به{[47942]} ، لأن شهد لا يتعدى إلا أن يكون من الحضور نحو{[47943]} : شهدت العيد أي حضرته ، ومعنى الآية والذين يرمون نساءهم بالزنا ، وليس لهم من يشهد بصحة قولهم فالذي يقوم مقام الشهداء في دفع{[47944]} الحد عنه أن يحلف بالله أربعة أيمان أنه صادق في قوله فيها ، يقول{[47945]} : أشهد بالله إني لصادق{[47946]} أربع مرات .

وقيل{[47947]} : بل يقول : بالله الذي لا إله إلا هو أربع مرات أنه رأى رجلا جامع امرأته ، ويقول في الخامسة : اللهم العنّي إن كنت كذبت عليها ،


[47931]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 3/129، معاني الزجاج 4/32، ومشكل إعراب القرآن 2/117، وإملاء ما من به الرحمن 2/154، والتبيان 2/965، وإعراب القرآن للدرويش 6/565.
[47932]:"أي" ساقطة من ع.
[47933]:سقط لفظ الجلالة من ع.
[47934]:ز: وكسرة.
[47935]:بعده في ز: في قوله "إنه من الصادقين، وإنها لمن الكاذبين لأنه".
[47936]:انظر: كتاب السبعة ص452، والتيسير في القراءات السبع ص160، والكشف 2/134، والحجة ص260، والنشر 2/330، وإتحاف فضلاء البشر 2/292، وقال القرطبي: قرأ أهل المدينة، وأبو عمرو بالنصب، انظر: 12/182.
[47937]:ز: من نصب.
[47938]:ز: شهادة.
[47939]:ز: بأن.
[47940]:ز: شهادة أحدهم.
[47941]:سقط لفظ الجلالة من/ع.
[47942]:"به" ساقطة من ز.
[47943]:"نحو" ساقطة من ز.
[47944]:ز: رفع.
[47945]:انظر: أحكام القرآن للجصاص 3/289-290 في باب كيفية اللعان، والكشاف 3/51، والبحر 6/435.
[47946]:"لصادق" سقطت من ز.
[47947]:"بل" ساقطة من ز.