الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٞ لَّا ذَلُولٞ تُثِيرُ ٱلۡأَرۡضَ وَلَا تَسۡقِي ٱلۡحَرۡثَ مُسَلَّمَةٞ لَّا شِيَةَ فِيهَاۚ قَالُواْ ٱلۡـَٰٔنَ جِئۡتَ بِٱلۡحَقِّۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ} (71)

{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ } مذلّلة بالعمل يُقال : رجل ذليل بيّن الذّل ، ودابة ذلولة بيّنة الذّل . { تُثِيرُ الأَرْضَ } أي مثلها للزراعة . { وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ } بريئة من العيوب ، وقال الحسن : مسلّمة القوائم ليس فيها أثر العمل . { لاَّ شِيَةَ فِيهَا } قال عطاء : لا عيب فيها .

قال قتادة : لا بياض فيها أصلاً .

مجاهد : لا بياض فيها ولا سواد .

محمّد بن كعب : لا لون فيها يخالف معظم لونها . فلما قال هذا { قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ } أي بالوصف التام البين .

قيل : كانت البقرة التي أحيى بها القتيل لوارثه الذي قتله ، وكان أوّل من فتح السؤال عنها رجاء أن لا يجدوها فطلبوها فلم يجدوا بكمال وصفها إلاّ عند الفتى البار .

فاشتروها منه بملء مسكها ذهباً .

وقال السدّي : اشتروها بوزنها عشر مرات ذهباً . { فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } من غلاء ثمنها .

وقال محمّد بن كعب : وما كادوا يجدونها باجتماع أوصافها .