المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (143)

143- ولهذه المشيئة هديناكم إلى الطريق الأقوم ، وجعلناكم أمة عدولاً خياراً بما وفقناكم إليه من الدين الصحيح والعمل الصالح لتكونوا مقرري الحق بالنسبة للشرائع السابقة ، وليكون الرسول مهيمناً عليكم ، يسددكم بإرشاده في حياته ، وبنهجه وسنته بعد وفاته . وأما عن قبلة بيت المقدس التي شرعناها لك حيناً من الدهر ، فإنما جعلناها امتحاناً للمسلمين ليتميز من يذعن فيقبلها عن طواعية ، ومن يغلب عليه هوى تعصبه العربي لتراث إبراهيم فيعصى أمر الله ويضل عن سواء السبيل . ولقد كان الأمر بالتوجه إلى بيت المقدس من الأمور الشاقة إلا على من وفقه الله بهدايته ، وكان امتثال هذا الأمر من أركان الإيمان ، فمن استقبل بيت المقدس عند الأمر باستقباله - إيماناً منه وطاعة - فلن يضيع عليه ثواب إيمانه وطاعته .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (143)

قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } . نزلت في رؤساء اليهود ، قالوا لمعاذ بن جبل : ما ترك محمد قبلتنا إلا حسداً ، وإن قبلتنا قبلة الأنبياء ، ولقد علم محمد أنا عدل بين الناس ، فقال معاذ : إنا على حق وعدل فأنزل الله تعالى : وكذلك . أي وهكذا ، وقيل : الكاف للتشبيه وهي مردودة على قوله : ( ولقد اصطفيناه في الدنيا ) أي كما اخترنا إبراهيم وذريته واصطفيناهم كذلك جعلناكم أمة وسطا أي عدلا خيارا قال الله تعالى : ( قال أوسطهم ) أي خيرهم وأعدلهم وخير الأشياء أوسطها ، وقال الكلبي : يعني أهل دين وسط بين الغلو والتقصير لأنهما مذمومان في الدين .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو معشر إبراهيم بن محمد بن الحسين الوراق ، أنا أبو عبد الله محمد بن زكريا بن يحيى ، أنا أبو الصلت ، أنا حماد بن زيد ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد العصر ، فما ترك شيئاً إلى يوم القيامة إلا ذكره في مقامه ذلك حتى إذا كانت الشمس على رؤوس النخل وأطراف الحيطان ، قال أما أنه لم يبق في الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا ، ألا وإن هذه الأمة توفي سبعين أمة هي آخرها وخيرها وأكرمها على الله تعالى " .

قوله تعالى : { لتكونوا شهداء على الناس } . يوم القيامة أن الرسل قد بلغتهم ، قال ابن جريج : قلت لعطاء ما معنى قوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) قال : أمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على من يترك الحق من الناس أجمعين .

قوله تعالى : { ويكون الرسول } . محمد صلى الله عليه وسلم .

قوله تعالى : { عليكم شهيداً } . معدلاً مزكياً لكم ، وذلك أن الله تعالى يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد ، ثم يقول لكفار الأمم الماضية : ألم يأتكم نذير ؟ فينكرون ويقولون ما جاءنا من بشير ولا نذير ، فيسأل الله الأنباء عليهم السلام عن ذلك فيقولون : كذبوا قد بلغناهم فيسألهم البينة وهو أعلم بهم إقامة للحجة ، فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون لهم أنهم قد بلغوا ، فتقول الأمم الماضية : من أين علموا وإنما أتوا بعدنا فيسأل هذه الأمة فيقولون : أرسلت إلينا رسولاً ، وأنزلت عليه كتاباً ، أخبرتنا فيه تبليغ الرسل وأنت صادق فيما أخبرت ، ثم يؤتى بمحمد صلى الله عليه وسلم فيسأل عن حال أمته فيزكيهم ويشهد بصدقهم .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا إسحاق بن منصور ، أخبرنا أبو أسامة ، قال الأعمش ، أخبرنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له : هل بلغت ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيسأل أمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما جاءنا من نذير ، فيقال : من شهودك فيقول : محمد وأمته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجاء بكم فتشهدون . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ) .

قوله تعالى : { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها } . أي تحويلها . يعني بيت المقدس ، فيكون من باب حذف المضاف ويحتمل أن يكون المفعول الثاني جعل محذوفاً على تقدير ، ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ) منسوخة ، وقيل معناه التي أنت عليها ، وهي الكعبة كقوله تعالى : ( كنتم خير أمة ) أي أنتم .

قوله تعالى : { إلا لنعلم من يتبع الرسول } . فإن قيل ما معنى قوله : { إلا لنعلم } وهو عالم بالأشياء كلها قبل كونها ، قيل : أراد به العلم الذي يتعلق به الثواب والعقاب ، فإنه لا يتعلق بما هو عالم به في الغيب إنما يتعلق بما يوجد . معناه لنعلم العلم الذي يستحق العامل عليه الثواب والعقاب ، وقيل : إلا لنعلم أي : لنرى ونميز من يتبع الرسول في القبلة .

قوله تعالى : { ممن ينقلب على عقبيه } . فيرتد وفي الحديث " إن القبلة لما حولت ارتد قوم من المسلمين إلى اليهودية ، وقالوا : رجع محمد إلى دين آبائه " ، وقال أهل المعاني معناه إلا لعلمنا من يتبع الرسول ممن على عقبيه كأنه سبق في علمه أن تحويل القبلة سبب لهداية قوم وضلالة قوم ، وقد يأتي لفظ الاستقبال بمعنى الماضي كما قال الله تعالى ( فلم تقتلون أنبياء الله ) أي فلم قتلتموهم .

قوله تعالى : { وإن كانت } . أي قد كانت أي تولية القبلة ، وقيل : الكناية راجعة إلى القبلة ، وقيل : إلى الكعبة . قال الزجاج : وإن كانت التحويلة .

قوله تعالى : { لكبيرة } . ثقيلة شديدة .

قوله تعالى : { إلا على الذين هدى الله } . أي هداهم الله ، قال سيبويه : وإن تأكيد شبيه باليمين ولذلك دخلت اللام في جوابها .

قوله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } . وذلك أن حيي بن أخطب وأصحابه من اليهود قالوا للمسلمين : أخبرونا عن صلاتكم نحو بيت المقدس ، إن كانت هدى فقد تحولتم عنها وإن كانت ضلالة فقد دنتم الله بها ، ومن مات منكم عليها فقد مات على الضلالة ؟ فقال المسلمون : إنما الهدى ما أمر الله به . والضلالة ما نهى الله عنه . فما شهادتكم على من مات منكم على قبلتنا ؟ وكان قد مات قبل أن تحول القبلة من المسلمين أسعد بن زرارة من بني النجار ، والبراء بن معرور من بني سلمة ، وكانا من النقباء ورجال آخرون . فانطلق عشائرهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : يا رسول الله قد صرفك الله إلى قبلة إبراهيم فكيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس ؟ فأنزل الله تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) يعني صلاتكم إلى بيت المقدس .

قوله تعالى : { إن الله بالناس لرؤوف رحيم } . قرأ أهل الحجاز وابن عامر وحفص لرؤوف مشبعا على وزن فعول ، لأن أكثر أسماء الله تعالى على فعول وفعيل ، كالغفور والشكور والرحيم والكريم وغيرها ، وأبو جعفر يلين الهمزة . وقرأ الآخرون بالاختلاس على وزن فعل قال جرير : للمسلمين عليك حقاً كفعل الواحد الرؤف الرحيم والرأفة أشد الرحمة .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (143)

142

- ثم وصف الله - تعالى - الأمة الإسلامية ، بأنها أمة خيرة عادلة مزكاة بالعلم والعمل فقال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيداً } .

والمعنى : ومثل ما جعلنا قبلتكم - أيها المسلمون - وسطاً لأنها البيت الحرام الذي هو المثابة للناس ، والأمن لهم ، جعلناكم - أيضاً - { أُمَّةً وَسَطاً } أي : خياراً عدولا بين الأمم ليتحقق التناسب بينكم وبين القبلة التي تتوجهون إليها في صلواتكم ، تشهدون على الأمم السابقة بأن أنبياءهم قد بلغوهم الرسالة ، ونصحوهم بما ينفعهم ، ولكي يشهد الرسول صلى الله عليه وسلم عليكم بأنكم صدقتموه وآمنتم به .

أخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح يوم القيامة فيقول : لبيك وسعديك يا رب ، فيقال له : هل بلغت ما أرسلت به ؟ فيقول نعم ، فيقال لأمته هل بلغكم . فيقولون : ما أتانا من نذير ، فيقال له : من يشهد لك . فيقول : محمد وأمته . فيشهدون أنه قد بلغ ، فذلك قوله - جل ذكره - { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيداً } .

ثم بين الله - تعالى - الحكمة في تحويل القبلة إلى الكعبة فقال تعالى :

{ وَمَا جَعَلْنَا القبلة التي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرسول مِمَّن يَنقَلِبُ على عَقِبَيْهِ } .

أي وما شرعنا التوجه إلى القبلة التي كنت عليها قبل وقتك هذا وهي بيت المقدس ، إلا لنعامل الناس معاملة الممتحن المختبر ، فنعلم من يتبع الرسول ويأتمر بأوامره في كل حال ممن لم يدخل الدين في قرارة نفسه ، وإنما دخل فيه على حرف ، بحيث يترد عنه لأقل شبهة ، وأدنى ملابسة كما حصل ذلك من ضعاف الإِيمان عند تحويل القبلة إلى الكعبة والله - تعالى - عالم بكل شيء ، ولكنه شاء أن يكون معلومه الغيبي مشاهداً في العيان ، إذ تعلق الشيء واقعاً في العيان ، هو الذي تقوم عليه الحجة ، ويترتب عليه الثواب والعقاب .

ولذا قال صاحب الكشاف : فإن قلت : كيف قال لنعلم ولم يزل عالماً بذلك ؟ قلت ؛ معناه لنلعمه علماً يتعلق به الجزاء ، وهو أن يعلمه موجوداً حاصلا ، ونحوه { وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الذين جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصابرين } وقيل ليعلم رسول الله والمؤمنون ، وإنما أسند علمهم إلى ذاته ، لأنهنم خواصه وأهل الزلفى عنده ، وقيل معناه . ليميز التابع من الناكص كما قال - تعالى - : { لِيَمِيزَ الله الخبيث مِنَ الطيب } فوضع العلم موضع التمييز ؛ لأن العلم يقع التميز به " .

ثم بين الله - تعالى - آثار تحويل القبلة في نفوس المؤمنين وغيرهم فقال تعالى : { وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الذين هَدَى الله } .

أي : إنما شرعنا لك - يا محمد - القبلة أولا إلى بيت المقدس ، ثم صرفناك عنها إلى الكمية ليظهر حال من يتبعك ويطيعك في كل حالة ممن لا يطيعك ، وإن كانت هذه الفعلة - وهي تحويلنا لك من بيت المقدس إلى الكعبة - لكبيرة وشاقة ، إلا على الذين خلق الله الهداية في قلوبهم فتلقوا أوامرنا بالخضوع والإِذعان ، وقالوا سمعنا وأطعنا كل من عند ربنا .

وقوله - تعالى - : { وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ . . . } .

بشارة عظيمة للمؤمنين ، وجواب لما جاشت به الصدور ، وتكذيب لما ادعاه اليهود من أن عبادة المؤمنين في الفترة التي سبقت تحويل القبلة إلى الكعبة ضائعة وباطلة .

فقد أخرج البخاري من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا ، فلم ندر ما تقول فيهم ، فأنزل الله - تعالى - { وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } .

وقال ابن عباس : كان رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ماتوا على القبلة الأولى ، منهم : أسعد بن زرارة ، وأبو أمامة . . . وأناس آخرون فجاءت عشائرهم فقالوا : يا رسول الله : مات إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى وقد صرفك الله إلى قبلة إبراهيم ، فكيف بإخواننا ، فأنزل الله - تعالى - { وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } .

وروى أن حيي بن أخطب وجماعة من اليهود قالوا للمسلمين : أخبرونا عن صلاتكم إلى بيت المقدس إن كانت على هدى لقد تحولتم عنه ، وإن كانت على ضلالة فقد عبدتم الله بها مدة ، ومن مات عليها فقد مات على ضلالة فقال المسلمون إنما الهدى فيما أمر الله - تعالى - والضلالة فيما نهى الله عنه فقالوا : فما شهادتكم على من مات منكم على قبلتنا ؟ - وكان قد مات من المسلمين جماعة قبل تحويل القبلة - فانطلق عشائرهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله : كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس ؟ فأنزل الله تعالى : { وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ الله بالناس لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } .

والمعنى - وما كان الله - تعالى - ليذهب صلاتكم وأعمالكم الصالحة التي قمتم بها خلال توجهكم إلى بيت المقدس ، لأنه - سبحانه - بعباده رءوف رحيم ولا يضيع أجر من أحسن عملا .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (143)

وقوله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } يقول تعالى : إنما حَوّلناكم إلى قبلة{[2880]} إبراهيم ، عليه السلام ، واخترناها لكم{[2881]} لنجعلكم خيار الأمم ، لتكونوا يوم القيامة شُهَداء على الأمم ؛ لأن الجميع{[2882]} معترفون{[2883]} لكم بالفضل . والوسط هاهنا : الخيار والأجود ، كما يقال : قريش أوسطُ العرب نسباً وداراً ، أي : خيرها . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه ، أي : أشرفهم نسبا ، ومنه الصلاة الوسطى ، التي هي أفضل الصلوات ، وهي العصر ، كما ثبت في الصحاح وغيرها ، ولما جعل الله هذه الأمة وسطاً خَصَّها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح{[2884]} المذاهب ، كما قال تعالى : { هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ } [ الحج : 78 ]

وقال الإمام أحمد : حدثنا وَكِيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدعى نوح يوم القيامة فيقال له : هل بلَّغت ؟ فيقول : نعم . فيدعى قومه فيقال لهم : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد ، فيقال لنوح : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته " قال : فذلك قوله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا }{[2885]} .

قال : الوسط{[2886]} : العدل ، فتدعون ، فتشهدون له بالبلاغ ، ثم أشهد عليكم{[2887]} .

رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه من طرق عن الأعمش ، [ به ]{[2888]} {[2889]} .

وقال الإمام أحمد أيضًا : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجيء النبي يوم القيامة [ ومعه الرجل والنبي ]{[2890]} ومعه الرجلان وأكثر من ذلك فيدعى قومه ، فيقال [ لهم ]{[2891]} هل بلغكم هذا ؟ فيقولون : لا . فيقال له : هل بلغت قومك ؟ فيقول : نعم . فيقال [ له ]{[2892]} من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته فيدعى بمحمد وأمته ، فيقال لهم : هل بلغ هذا قومه ؟ فيقولون : نعم . فيقال : وما علمكم ؟ فيقولون : جاءنا نبينا صلى الله عليه وسلم فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا " فذلك قوله عز وجل : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } قال : " عدلا { لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } " {[2893]} .

وقال الإمام أحمد أيضًا : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } قال : " عدلا " {[2894]} .

وروى الحافظ أبو بكر بن مَرْدويه وابن أبي حاتم من حديث عبد الواحد بن زياد ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن المغيرة بن عتيبة {[2895]} بن نهاس : حدثني مكتب لنا{[2896]} عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أنا وأمَّتي يوم القيامة على كَوْم مُشرفين على{[2897]} الخلائق . ما من الناس أحد إلا ودّ أنه منَّا . وما من نبي كَذَّبه قومه إلا ونحن نشهدُ أنه قد بلغ رسالةَ ربه ، عز وجل{[2898]} .

وروى الحاكم ، في مستدركه وابن مَرْدُويَه أيضاً ، واللفظ له ، من حديث مصعب بن ثابت ، عن محمد بن كعب القُرَظي ، عن جابر بن عبد الله ، قال : شهد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جنازة ، في بني سلمة ، وكنت إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال بعضهم : والله - يا رسولَ الله - لنعم المرءُ كان ، لقد كان عفيفا مسلما وكان . . . وأثنوا عليه خيراً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنت بما تقول " . فقال الرجل : الله أعلم بالسرائر ، فأما الذي بدا لنا منه فذاك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وجبت " . ثم شَهِد جنازة في بني حَارِثة ، وكنتُ إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال بعضهم : يا رسولَ الله ، بئس المرءُ كان ، إن كان لفَظّاً غليظاً ، فأثنوا عليه شراً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعضهم : " أنت بالذي تقول " . فقال الرجل : الله أعلم بالسرائر ، فأما الذي بدا لنا منه فذاك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وجبت " .

قال مصعب بن ثابت : فقال لنا عند ذلك محمد بن كَعْب : صدقَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قرأ : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }

ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه{[2899]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا داود بن أبي الفرات ، عن عبد الله بن بُريدة ، عن أبي الأسود أنه قال : أتيتُ المدينة فوافقتها ، وقد وقع بها مرض ، فهم يموتون موتاً ذَريعاً . فجلست إلى عمر بن الخطاب ، فمرّت به جنازة ، فَأثْنِيَ على صاحبها خير . فقال : وجبت وجَبَت . ثم مُرّ بأخرى فَأُثْنِيَ عليها شرٌّ ، فقال عمر : وجبت [ وجبت ]{[2900]} . فقال أبو الأسود : ما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال : قلت كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " أيّما مسلم شَهِد له أربعة بخير أدخله الله الجنة " . قال : فقلنا . وثلاثة ؟ قال : " وثلاثة " . قال ، فقلنا : واثنان ؟ قال : " واثنان " ثم لم نسأله عن الواحد .

وكذا رواه البخاري ، والترمذي ، والنسائي من حديث داود بن أبي الفرات ، به{[2901]} .

قال ابن مَرْدويه : حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى ، حدثنا أبو قِلابة الرقاشي ، حدثني أبو الوليد ، حدثنا نافع بن عمر ، حدثني أمية بن صفوان ، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنَّباوَة{[2902]} يقول : " يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم " قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : بالثناء الحسن والثناء السَّيِّئ ، أنتم شهداء الله في الأرض " . ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يزيد بن هارون{[2903]} . ورواه الإمام أحمد ، عن يزيد بن هارون ، وعبد الملك بن عمر{[2904]} وشريح ، عن نافع عن ابن عمر ، به{[2905]} .

وقوله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ } يقول تعالى : إنما شرعنا لك - يا محمد - التوجه أولا إلى بيت المقدس ، ثم صرفناك عنها إلى الكعبة ، ليظهر حالُ من يَتَّبعك ويُطيعك ويستقبل معك حيثما توجهتَ مِمَّن ينقلب على عَقبَيْه ، أي : مُرْتَدّاً عن{[2906]} دينه { وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً } أي : هذه الفعلة ، وهو صرف التوجه عن بيت المقدس إلى الكعبة ، أي : وإن كان هذا الأمر عظيماً في النفوس ، إلا على الذين هدى الله قلوبهم ، وأيقنُوا بتصديق الرسُول ، وأنَّ كلَّ ما جاء به فهو الحقّ الذي لا مرْية فيه ، وأن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، فله أن يكلّف عباده بما شاء{[2907]} ، وينسخ ما يشاء ، وله الحكمة التامة والحجة البالغة في جميع ذلك ، بخلاف الذين في قلوبهم مرض ، فإنه كلما حدث أمر أحدث لهم شكّاً ، كما يحصل للذين آمنوا إيقان وتصديق ، كما قال الله تعالى : { وَإِذَا مَا أُنزلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ } [ التوبة : 124 ، 125 ] وقال تعالى : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } [ فصلت : 44 ] وقال تعالى : { وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا } [ الإسراء : 82 ] . ولهذا كان مَن{[2908]} ثَبَتَ على تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه في ذلك ، وتوجه حيثُ أمره الله من غير شك ولا رَيْب ، من سادات الصحابة . وقد ذهب بعضُهم إلى أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم الذين صلّوا القبلتين .

وقال البخاري في تفسير هذه الآية :

حدثنا مُسَدَّد ، حدثنا يحيى ، عن سُفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : بينا الناسُ يصلون الصبح في مسجد قُباء إذ جاء رجل فقال : قد أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها . فتوجهوا إلى الكعبة{[2909]} .

وقد رواه مسلم من وجه آخر ، عن ابن عمر{[2910]} . ورواه الترمذي من حديث سفيان الثوري{[2911]} وعنده : أنهم كانوا ركوعاً ، فاستداروا كما هم إلى الكعبة ، وهم ركوع . وكذا رواه مسلم من حديث حَمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، مثله{[2912]} ، وهذا يدل على كمال طاعتهم لله ورسوله ، وانقيادهم لأوامر الله عز وجل ، رضي الله عنهم أجمعين .

وقوله : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } أي : صلاتكم إلى بيت المقدس قبل ذلك لا يضيع{[2913]} ثوابها عند الله ، وفي الصحيح من حديث أبي إسحاق السَّبِيعي ، عن البراء ، قال : مات قوم كانوا يصلون نحو بيت المقدس فقال الناس : ما حالهم في ذلك ؟ فأنزل الله تعالى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }{[2914]} .

[ ورواه الترمذي عن ابن عباس وصححه{[2915]} ]{[2916]} .

وقال ابن إسحاق : حَدّثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } أي : بالقبلة الأولى ، وتصديقكم نبيكم ، واتباعه إلى القبلة الأخرى . أي : لَيُعْطيكم{[2917]} أجرَهما جميعا . { إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }

وقال الحسن البصري : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } أي : ما كان الله ليضيع محمدا صلى الله عليه وسلم وانصرافكم معه حيث انصرف { إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }

وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبي قد فرق بينها وبين ولدها ، فجعلت كُلَّما وجدت صبيًا من السبي أخذته فألصقته بصدرها ، وهي تَدُور على ولدها ، فلما وجدته ضمته إليها وألقمته ثديها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أترون هذه طارحة ولدها في النار ، وهي تقدر على ألا تطرحه ؟ " قالوا : لا يا رسول الله . قال : " فوالله ، لله أرحم بعباده من هذه بولدها " {[2918]} .


[2880]:في ط: "ملة".
[2881]:في أ: "واحترفناها لكم"، وفي و: "واخترناكم لها".
[2882]:في أ: "الأمم".
[2883]:في ط: "معترفين" وهو خطأ..
[2884]:في جـ: "وأصح".
[2885]:المسند (3/32).
[2886]:في جـ، ط: "قال: والوسط".
[2887]:في جـ: "بقول يشهد عليكم" وفي ط: "وأشهد عليكم".
[2888]:زيادة من جـ، ط، أ، و.
[2889]:صحيح البخاري برقم (3339، 4487) وسنن الترمذي برقم (2961) وسنن النسائي الكبرى برقم (11007) وسنن ابن ماجة برقم (4284).
[2890]:زيادة من جـ، أ، والمسند.
[2891]:زيادة من جـ، أ، والمسند.
[2892]:زيادة من جـ، والمسند.
[2893]:المسند (3/58).
[2894]:المسند (3/9).
[2895]:في جـ: "بن عيينة".
[2896]:في و: "مكاتب لنا".
[2897]:في جـ: "مشرف على".
[2898]:ورواه الطبري في تفسيره (3/147) من طريق ابن فضيل عن أبي مالك الأشجعي به.
[2899]:المستدرك (2/268) وتعقبه الذهبي بقوله: "فيه مصعب بن ثابت ليس بالقوي".
[2900]:زيادة من أ.
[2901]:المسند ( 1/22) وصحيح البخاري برقم (1368) وسنن الترمذي برقم (1059) وسنن النسائي (4/50).
[2902]:في جـ: "بالبناوة".
[2903]:سنن ابن ماجة برقم (4221) وقال البوصيري في الزوائد (3/301) "إسناد صحيح، رجاله ثقات".
[2904]:في جـ، ط: "بن عمرو".
[2905]:لم أجده في المطبوع من المسند بهذا الطريق، وذكره الحافظ ابن حجر في أطراف المسند (6/231).
[2906]:في جـ: "مرتدا على".
[2907]:في أ: "بما يشاء".
[2908]:في جـ: "من كان".
[2909]:صحيح البخاري برقم (4488).
[2910]:صحيح مسلم برقم (526).
[2911]:سنن الترمذي برقم (341).
[2912]:صحيح مسلم برقم (527).
[2913]:في ط، أ: "ما يضيع".
[2914]:سبق تخريج الحديث قريبا.
[2915]:سنن الترمذي برقم (2964).
[2916]:زيادة من جـ، ط، أ.
[2917]:في أ: "ليضيعنكم" وفي و: "ليعطينكم".
[2918]:صحيح البخاري برقم (5999) وصحيح مسلم برقم (2754).