المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (143)

تفسير الألفاظ :

{ وسطا } أي خيارا معتدلين ، يقال رجل وسط أي حسن . { ينقلب على عقبيه } أي يرتد ويرجع . والعقب مؤخر القدم . يقال جاء فلان بعقب فلان أو بعقبه أي جاء بعده ومعناه جاء يطأ عقبه . ثم كثر حتى قيل جاء عقبه .

تفسير المعاني :

وكذلك جعلناكم أمة خيارا أو معتدلين متحلين بالعلم والعمل لتشهدوا على الناس في إفراطهم وتفريطهم ، ويشهد الرسول عليكم .

وما أمرناك أن تولي وجهك في صلاتك شطر بيت المقدس إلا لنختبر الناس هل يطيعون الله في صرفهم عن قبلة آبائهم وهي الكعبة أم يعصونه تعصبا لما ألفوه . وإن كانت هذه التولية كبيرة صعبة إلا على الذين هداهم الله واختارهم لطاعته ، وما كان الله ليضيع عليكم إيمانكم ، إن الله بالناس لرءوف رحيم .

قوله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } كان سبب نزوله أن الناس بعد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة قالوا : يا رسول الله كيف بمن مات من إخواننا قبل تحويل القبلة ؟ فنزلت هذه الآية تطمئنهم على مصير إخوانهم .