{ جعلناكم أمة وسطا } أي : خيارا .
{ شهداء على الناس } أي : تشهدون يوم القيامة بإبلاغ الرسل إلى قومهم . { عليكم شهيدا } أي : بأعمالكم ، قال عليه الصلاة والسلام : أقول كما قال أخي عيسى :{ وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم }[ المائدة :117 ] الآية .
فإن قيل : لم قدم المجرور في قوله :{ عليكم شهيدا } وآخره في قوله :{ شهداء على الناس } ؟ فالجواب : أن تقديم المعمولات يفيد الحصر ، فقدم المجرور في قوله :{ عليكم شهيدا } ؛ لاختصاص شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته ولم يقدمه في قوله :{ شهداء على الناس } لأنه لم يقصد الحصر .
{ القبلة التي كنت عليها } فيها قولان :
أحدهما : أنها الكعبة ، وهو قول ابن عباس .
والآخر : هو بيت المقدس ، وهو قول قتادة وعطاء والسدي ، وهذا مع ظاهر قوله :{ كنت عليها } لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى بيت المقدس ، ثم انصرف عنه إلى الكعبة ، وأما قول ابن عباس : فتأويله بوجهين : الأول : أن كنت بمعنى أنت .
والثاني : قيل : إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى الكعبة قبل بيت المقدس ، وإعراب { التي كنت عليها } مفعول ب{ جعلنا } ، أو صفة ل{ لقبلة } ، ومعنى الآية على القولين : اختبار وفتنة للناس بأمر القبلة ، وأما على قول قتادة فإن الصلاة إلى بيت المقدس فتنة للعرب لأنهم كانوا يعظمون الكعبة ، أو فتنة لمن أنكر تحويلها ، وتقديره على هذا : ما جعلنا صرف القبلة ، أما على قول ابن عباس ، فإن الصلاة إلى الكعبة فتنة لليهود لأنهم يعظمون بيت المقدس ، وهم مع ذلك ينكرون النسخ فأنكروا صرف القبلة أو فتنة لضعفاء المسلمين حتى رجع بعضهم عن الإسلام حين صرفت القبلة .
{ لنعلم } أي : العلم الذي تقوم به الحجة على العبد وهو إذا ظهر في الوجود ما علمه الله .
{ ينقلب على عقبيه } عبارة عن الارتداد عن الإسلام ، وهو تشبيه بمن رجع يمشي إلى وراء .
{ وإن كانت } إن مخففة من الثقيلة واسم كان ضمير الفعلة وهي التحول عن القبلة .
{ إيمانكم } قيل : صلاتكم إلى بيت المقدس واستدل به من قال إن الأعمال من الإيمان ، وقيل : معناه ثبوتكم على الإيمان حين انقلب غيركم بسبب تحويل القبلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.