قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } أي عدلا ، يعني أمه محمد { لتكونوا شهداء على الناس } يوم القيامة بأن الرسل قد بلغت قومها عن ربها { ويكون الرسول عليكم شهيدا } أنه قد بلغ رسالة ربه إلى أمته ، وهذا تفسير قتادة . قال محمد وأنشد بعضهم :
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم *** *** *** إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم{[87]}
يعني : بوسط عدلا خيارا قوله تعالى : { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها } يعني بيت المقدس { إلا لنعلم } يعني علم الفعال { من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله } يعني صرف القبلة ، قال قتادة : كانت القبلة فيها بلاء وتمحيص ، صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة إقامته بمكة إلى بيت المقدس ، وصلت الأنصار نحو بيت المقدس حولين قبل قدوم النبي عليه السلام إلى المدينة ، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ، ثم وجهه الله عز وجل بعد ذلك إلى الكعبة ، فقال قائلون : { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها } لقد اشتاق الرجل إلى مولده{[88]} .
قوله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } يعني صلاتكم إلى بيت المقدس ، قال قتادة : لما صرفت القبلة ، قال قوم : كيف بأعمالنا التي كنا
نعمل ؟ فأنزل الله : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } وقد يبتلي الله تعالى العباد بما شاء من أمره ، الأمر بعد الأمر ، ليعلم من يطيعه ممن يعصيه ، وكل ذلك مقبول ، إذا كان في إيمان بالله ، وإخلاص له ، وتسليم لقضائه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.