ثم مدح أمته فقال{ وكذلك } أي وكما هديناكم صراطا مستقيما { جعلناكم أمة وسطا } عدولا خيارا { لتكونوا شهداء على الناس } لتشهدوا على الأمم بتبليغ الأ نبياء { ويكون الرسول عليكم } على صدقكم { شهيدا } وذلك أن الله تعالى يسأل الأمم يوم القيامة فيقول هل بلغكم الرسل الرسالة فيقولون ما بلغنا أحد عنك شيئا فيسأل الرسل فيقولون بلغناهم رسالتك فعصوا فيقول هل لكم شهيد فيقولون نعم أمة محمد ص فيشهدون لهم بالتبليغ وتكذيب قومهم إياهم فتقول الأمم يا رب بم عرفوا ذلك وكانوا بعدنا فيقولون أخبرنا بذلك نبينا في كتابه ثم يزكيهم محمد ص { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها } أي التي أنت عليها اليوم وهي الكعبة قبلة { إلا لنعلم } لنرى وقيل معناه لنميز { من يتبع الرسول } في تصديقه بنسخ القبلة { ممن ينقلب على عقبيه } يرتد ويرجع إلى الكفر وذلك أن الله تعالى جعل نسخ القبلة عن الصخرة إلى الكعبة ابتلاء لعباده المؤمنين فمن عصمه صدق الرسول في ذلك ومن لم يعصمه شك في دينه وتردد عليه أمره وظن أن محمدا عليه السلام في حيرة من أمره فارتد عن الإسلام وهذا معنى قوله { وإن كانت لكبيرة } أي وقد كانت التولية إلى الكعبة لثقيلة إلا { على الذين هدى الله } عصمهم الله بالهداية فلما حولت القبلة قالت اليهود فكيف بمن مات منكم وهو يصلي على القبلة الأولى لقد مات على الضلالة فأنزل الله تعالى { وما كان الله ليضيع إيمانكم } أي صلاتكم التي صليتم و تصديقكم بالقبلة الأولى { إن الله بالناس } يعني بالمؤمنين { لرؤوف رحيم } والرأفة أشد الرحمة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.