وقوله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً . . . }
يعنى عَدْلا { لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء على الناسِ } يقال : إن كلّ نبيّ يأتي يوم القيامة فيقول : بلّغت ، فتقول أمَّته : لا ، فيكذّبون الأنبياء ، ( ثم يجاء بأمّة محمد صلى الله عليه وسلم فيصدِّقون الأنبياء ونبيّهم ) ، ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصدّق أمَّته ، فذلك قوله تبارك وتعالى : { لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء على الناسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } ، ومنه قول الله : { فكيف إذا جِئنا مِن كل أمَّةٍ بِشهيدٍ [ وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ] } .
وقوله : { وَما كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ . . . }
أسند الإيمان إِلى الأحياء من المؤمنين ، والمعنى فيمن مات من المسلمين قبل أن تحوَّل القبلة . فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف بصلاة إخواننا الذين ماتوا على القبلة الأولى ؟ فأنزل الله تبارك وتعالى : { وَما كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ } يريد إيمانهم لأنهم داخلون معهم في الملَّلة ، وهو كقولك للقوم : قد قتلناكم وهزمناكم ، تريد : قتلنا منكم ، فتواجههم بالقتل وهم أحياء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.