تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الحشر [ وهي مكية ]{[1]} .

الآية 1 قوله تعالى : { سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم } قد سبق تأويل التسبيح وبيان وجوهه .

وقوله تعالى : { وهو العزيز الحكيم } العزيز ، هو الغالب القاهر ، وقيل : هو العزيز حين{[20862]} جعل في كل شيء من خلقه أثر الذل والحاجة .

وقوله تعالى : { الحكيم } له معنيان{[20863]} : معنى الإحكام ومعنى الحكمة :

فأما معنى الإحكام ، فهو أنه أحكم الأشياء على اختلافها وتضادها حين{[20864]} تشهد له بالوحدانية .

[ وأما معنى الحكمة ، فهو أنه ]{[20865]} وضع الأشياء مواضعها ، وخلق للأشياء مواضع .

ثم الأصول التي تتولد منها هذه الأشياء والأفعال ثلاثة : الكيانات والطبائع والعقول :

أما الكيانات فنحو النطفة [ إنه خلقها ]{[20866]} بحيث تصلح أن يكون منها البشر ، إذا اتصلت بها موادها ، ونحو الماء ؛ إنه جعله بحيث يحيى به كل شيء ، وبحيث يصلح به كل شيء . والطبائع خلقها{[20867]} في البشر ، وهي ما يميلون بها إلى المحاسن والمنافع ، ويحذرون من المساوئ والمضار . والعقول خلقها ليدركوا بها{[20868]} العواقب .

ثم إنه علمهم الوجه التي تتولد منها الأشياء ، فهو حكيم حين{[20869]} خلق الأصول التي وصفنا ، وعلّم عباده الأسباب التي بها يولدون ، والله أعلم .


[1]:- في ط ع: سمح.
[20862]:في الأصل و م: حيث.
[20863]:في الأصل و م: معنيين
[20864]:في الأصل و م: حيث.
[20865]:في الأصل و م: وحكيم و م: وحكيم حيث.
[20866]:في الأصل و م: أنها.
[20867]:في الأصل و م: خلق
[20868]:من م: في الأصل: به
[20869]:في الأصل و م: حيث.