غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (1)

مقدمة السورة:

( سورة محمد صلى الله عليه وآله وهي مدنية حروفها ألفان وثلاثمائة وتسعة وأربعون كلماتها خمسمائة وأربعون آياتها ثمان وثلاثون )

1

التفسير : قال أهل النظم : إن أول هذه السورة مناسب لآخر السورة كأنه قيل : كيف يهلك الفاسق إن كان له أعمال صالحة ؟ فأجاب : { الذين كفروا وصدوا } منعوا الناس عن الإيمان صداً أو امتنعوا عنه صدوداً { أضل } الله { أعمالهم } أي أبطل ثوابها وكانوا يصلون الأرحام ويطعمون الطعام ويعمرون المسجد الحرام . وعن ابن عباس أنها نزلت في المطعمين يوم بدر . وقيل : هم أهل الكتاب . والأظهر العموم . قال جار الله : حقيقة إضلال الأعمال جعلها ضالة ضائعة ليس لها من يثيب عليها كالضالة من الإبل لا رب لها يحفظها ، أو أراد أنه يجعلها ضالة في كفرهم ومعاصيهم مغلوبة بها كما يضل الماء في اللبن . وقيل : أراد إبطال ما عملوه من الكيد للإسلام وذويه بأن نصر المسلمين عليهم وأظهر دينه على الدين كله .

/خ18