قوله تعالى{ فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }
اخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }يقول : إن طلقها ثلاثا فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة قال : جعل الله الطلاق ثلاثا ، فإذا طلقها واحدة فهو أحق بها ما لم تنقض العدة ، وعدتها ثلاث حيض . فإن انقضت العدة قبل ان يكون راجعها ، فقد بانت منه بواحدة ، وصارت أحق بنفسها ، وصار خاطبا من الخطاب . فكان الرجل إذا أراد طلاق أهله نظر حيضتها ، حتى إذا طهرت طلقها تطليقة في قبل عدتها عند شاهدي عدل . فإن بدا له مراجعتها راجعها ما كانت في عدتها ، وإن تركها حتى تنقضي عدتها ، فقد بانت منه بواحدة . وإن بدا له طلاقها بعد الواحدة وهي في عدتها نظر حيضتها ، حتى إذا طهرت طلقها تطليقة أخرى في قبل عدتها . فإن بدا له مراجعتها راجعها ، فكانت عنده على واحدة . وإن بدا له طلاقها طلقها الثالثة عند طهرها ، فهذه الثالثة التي قال الله تعالى ذكره : لا تحل له حتى تنكح زوجا .
أخرج السيخان بسنديهما عن عائشة رضي الله عنها أن رفاعة القرظي تزوج امرأة ثم طلقها فتزوجت آخر فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له انه لا يأتيها ، وإنه ليس معه إلا مثل هدبة . فقال : " لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك " .
( صحيح البخاري-الطلاق ، ب37 ح5317 ) ، ( وصحيح مسلم-النكاح ، ب لا تحل المطلقة ثلاثا لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره ح1433 ) .
أي حتى يحصل الجماع معه . وقد نقل ابن حجر عن ابن منذر قال : أجمع العلماء على اشتراط الجماع لتحل للأول .
( فتح الباري 9/467 )وينظر تفسير الآية السابقة .
قوله تعالى{ فإن طلقها فلا جناح عليهما ان يتراجعا إن ظنا ان يقيما حدود الله }
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس{ فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا ان يقيما حدود الله }يقول : إذا طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا عن ظنا ان يقيما حدود الله }يقول : إذا تزوجت بعد الأول فدخل الآخر بها ، فلا حرج على الأول ان يتزوجها إذا طلق الآخر او مات عنها فقد حلت له .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله{ إن ظنا ان يقيما حدود الله } : إن ظنا ان نكاحهما على غير دلسة .
والتدليس : إخفاء العيب . ( النهاية لابن الأثير 2/130 ) . وانظر الآية رقم( 233 )من السورة نفسها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.