وقوله : { فَبِما رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ . . . }
العرب تجعل ( ما ) صلة في المعرفة والنكرة واحدا .
قال الله { فبِما نَقْضِهِمْ ميثاقَهُمْ } والمعنى فبنقضِهِم ، و { عَما قَليلٍ لَيُصْبِحُنّ نادِمِينَ } والمعنى : عن قليل . والله أعلم . وربما جعلوه اسما وهي في مذهب الصلة ؛ فيجوز فيما بعدها الرفع على أنه صلة ، والخفض على إتباع الصلة لما قبلها ؛ كقول الشاعر :
فكفي بنا فضلا على من غيرِنا *** حبُّ النبِيّ محمدٍ إيانا
وترفع ( غير ) إذا جعلت صلة بإضمار ( هو ) ، وتخفض على الاتباع لمَنْ ، وقال الفرزدق :
إني وإياك إن بلَّغن أرحُلَنا *** كمن بِواديه بعد المَحْل ممطورِ
فهذا مع النكرات ، فإذا كانت الصلة معرفة آثروا الرفع ، من ذلك ( فَبِما نَقْضِهِمْ ) لم يقرأه أحد برفع ولم نسمعه . ولو قيل جاز . وأنشدونا بيت عدىّ :
لم أَرَ مثل الفتيان في غِيَرِ ال *** أيامِ يَنْسَوْنَ ما عواقبُها
والمعنى : ينسون عواقبها صلة لما . وهو مما أكرهه ؛ لأن قائله يلزمه أن يقول : { أيّما الأجلان قضيت } فأكرهه لذلك ولا أردّه . وقد جاء ، وقد وجَّهه بعض النحويين إلى : ينسون أي شيء عواقبُها ، وهو جائز ، والوجه الأوّل أحبّ إلىّ . والقرّاء لا تقرأ بكل ما يجوز في العربية ، فلا يقبحنّ عندك تشنِيع مشنِّع مما لم يقرأه القرّاء مما يجوز .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.