تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ} (159)

{ فبما رحمة من الله لنت لهم } ، فبرحمة الله كان إذ لنت لهم في القول ، ولم تسرع إليهم بما كان منهم يوم أحد ، يعني المنافقين ، { ولو كنت فظا } باللسان { غليظ القلب لانفضوا من حولك } لتفرقوا عنك ، يعني المنافقين ، { فاعف عنهم } ، يقول : اتركهم { واستغفر لهم } لما كان منهم يوم أحد ، { وشاورهم في الأمر } ، وذلك أن العرب في الجاهلية كان إذا أراد سيدهم أن يقطع أمرا دونهم ولم يشاورهم شق ذلك عليهم ، فأمر الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم أن يشاورهم في الأمر إذا أراد ، فإن ذلك أعطف لقلوبهم عليه ، وأذهب لضغائنهم ، { فإذا عزمت } ، يقول : فإذا فرق الله لك الأمر بعد المشاورة فامض لأمرك ، { فتوكل على الله } ، يقول : فثق بالله ، { إن الله يحب المتوكلين } عليه ، يعني الذين يثقون به .