اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّـٰيَ فَٱرۡهَبُونِ} (40)

[ اعلم ] أنه لما أقام دلائل التوحيد ، والنبوة ، والمعاد أولاً ، ثم عقبها بذكر الإنعامات العامّة لكل البشر عقبها بذكر الإنعامات الخاصّة على أسلاف اليَهُودِ استمالةً لقلوبهم ، وتنبيهاً على ما يدلّ على نبوة " محمّد عليه الصَّلاة والسَّلام " من حيث كونها إخباراً عن الغيب ، موافقاً لما كان موجوداً في التَّوْراة والإنجيل من غير تعلّم ، ولا تتلمُذِ .

قوله : " يَا بَنِي " منادى منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكّر سالم ، وحذفت نونه للإضافة ، وهو شبيه بجمع التَّكسير لتغير مفرده ، ولذلك عاملته العرب ببعض معاملة جمع التكسير ، فألحقوا في فعله المسند إليه تاء التأنيث ، نحو : " قالت بنو فلان " ، وقال الشاعر : [ البسيط ]

424- قَالَتْ بَنُو عَامرٍ خَالُوا بَنِي أَسَدٍ *** يَا بُؤْسَ لِلْجَهْلِ ضَرَّاراً لأَقْوَامِ{[1235]}

وأعربوه بالحركات أيضاً إلحاقاً له به ، قال الشاعر : [ الوافر ]

425- وَكَانَ لَنَا أبُو حَسَنٍ عَليٌّ *** أَباً بَرّاً وَنَحْنُ لَهُ بَنِينُ{[1236]}

[ فقد روي بَنِينُ ]{[1237]} برفع النون ، وهل لامه ياء ؛ لأنه مشتقّ من البناء ؛ لأن الابن من فرع الأب ، ومبنيٌّ عليه ، أو واو ؛ لقولهم : البُنُوَّة كالأُبُوَّة والأُخُوَّة ؛ قولان .

الصَّحيح الأول ، وأما البُنّوة فلا دلالة فيها ؛ لأنهم قد قالوا : الفُتُوَّة ولا خلاف أنها من ذوات " اليَاءِ " .

إلا أن " الأخفش " رجّح الثاني بأن حذف الواو أكثر .

واختلف في وزنه فقيل : " بَنَيٌ " بفتح العين ، وقيل : بَنْيٌ - بسكونها ، وقد تقدم أنه أحد الأسماء العَشْرة التي سكنت فاؤها وعوض من لامها همزة الوَصْل .

و " إسرائيل " خفض بالإضافة ، ولا ينصرف للعلمية والعُجْمة ، وهو مركّب تركيب الإضافة مثل : " عبد الله " فإن " إِسْرَا " هو العبد بلغتهم ، و " إيل " هو الله تعالى . وقيل : " إسْرا " هو مشتقّ من الأسْر ، وهو القوّة ، فكان معناه الذي قَوَّاه الله .

وقيل " إسْرَا " هو صفوة الله ، و " إيل " هو الله .

وقال القَفّال : قيل : إن " إسرا " بالعبرانية في معنى إنسان ، فكأنه قيل : رجل الله ، فكأنه خطاب مع اليَهُودِ الذين كانوا بالمدينة .

وقيل : إنه أسرى بالليل مهاجراً إلى الله .

وقيل : لأنه أَسَرَ جِنِّيّاً كان يطفئ سِرَاجَ بَيْتِ المَقْدِسِ .

قال بعضهم : فعلى هذا يكون بعض الاسم عربيّاً ، وبعضه أعجميّاً ، وقد تصرفت فيه العرب بلغات كثيرة أفصحها لغة القرآن ، وهي قراءة الجمهور .

وقرأ{[1238]} " أبو جعفر والأعمش " : " إسْرَايِل " بياء بعد الألف من غير همزة ، وروي عن " وَرْش " " إسْرَائِل " بهمزة بعد الألف دون ياء ، و " إسْرَأَل " بهمزة مفتوحة ، و " إسْرَئِل " بهمزة مكسورة بين الراء واللام{[1239]} ، و " إسْرَال " بألف محضة بين الراء واللام ؛ قال : [ الخفيف ]

426- لاَ أَرَى مَنْ يُعِينُنِي في حَيَاتِي *** غَيْرَ نَفْسِي إلاَّ بَنِي إسْرَالِ{[1240]}

وروي قراءة غير نافع قرأ عن نافع . و " إسْرائيل " هذه مهموزة مختلسة حكاها شنبوذ ، عن ورش ، و " إسْرَايل " من غير همز ولا مَدّ و " إسْرَائِين " أبدلوا من اللام نوناً ك " أُصَيْلاَن " في " أُُصَيْلاَل " ؛ قال : [ الرجز ]

427- يَقُولُ أَهْلُ السُّوءِ لَمَّا جِينَا *** هَذَا وَرَبِّ البَيْتِ إِسْرائِينَا{[1241]}

وقال آخر : [ الرجز ]

428- قَالَتْ وَكُنْتُ رَجُلاً فَطِينَا *** هَذَا لعَمْرُ اللَّهِ إٍسْرَائِينَا{[1242]}

ويجمع على " أَسَارِيل " . وأجاز الكوفيون " أَسَارِلَة " ، و " أَسَارل " ، كأنهم يجيزون التعويض بالياء وعدمه ، نحو : " فَرَازِنة " و " فَرَازين " .

قال الصَّفار{[1243]} : لا نعلم أحداً يجيز حذف الهمزة من أوله .

قال ابن الجوزي{[1244]} : ليس في الأنبياء من له اسمان غيره إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنَّ له أسماء كثيرة .

وقد قيل في المسيح إنه اسم علم لعيسى عليه الصَّلاة والسَّلام غير مشتقّ ، وقد سمَّاه الله تَعَالَى روحاً وكلمة ، وكانوا يسمونه " أبيل الأبيلين " ، ذكره " الجوهري " .

وذكر " البيهقي " في " دلائل النبوة " عن " الخليل بن أَحْمد " : خمسة من الأنبياء ذوو اسمين ، نبينا محمد وأحمد ، وعيسى والمسيح ، وإسرائيل ويعقوب ، ويونس وذو النُّون ، وإلياس وذو الكِفْل ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

قول : { اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ } .

" اذكروا " فعل وفاعل ، و " نعمتي " مفعول .

وقال " ابن الأنباري " : لا بدّ له من حذف مضاف تقديره : شكر نِعْمتي .

و " الذكر " بضم الذال وكسرها بمعنى واحد ، ويكونان باللِّسان والجِنَان .

وقال " الكسائي " : هو بالكسر للسان ، وبالضَّّم للقَلْب فضدّ المكسور : الصَّمت ، وضد المضموم : النِّسْيان ، وبالجملة فالذكر الذي محلّه القَلْب ضدّه النسيان ، والذي محلّه اللسان ضده الصَّمت ، سواء قيل : إنهما بمعنى واحد أم لا .

و " الذَّكَر " بالفتح خلاف الأُنْثَى ، و " الذِّكر " أيضاً الشرف ومنه قوله تعالى :

{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } [ الزخرف : 44 ] .

فصل في النعمة

النعمة اسم لما ينعم به ، وهي شبيهة ب " فِعْل " بمعنى " مفعول " نحو : ذبح ورعي ، والمراد الجمع ؛ لأنها اسم جنس ، قال الله تعالى :

{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [ النحل : 18 ] .

قال " أبو العباس المقرئ " : " النِّعْمَة " بالكسر هي الإسلام ، قال تعالى : { وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أعداء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ }

[ آل عمران : 103 ] .

وقال : { فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً } [ الحجرات : 8 ] يعني : الإسلام .

وقال : { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ } [ النمل : 19 ] .

وقوله : { يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ } [ آل عمران : 171 ] أي : الإسلام .

فصل في حد النعمة

قال ابن الخطيب{[1245]} : حَدّ النعمة أنها المنفعة المفعولة على جهة الإحسان إلى الغير .

وقيل : الحسنة المفعولة على جهة الإحسان إلى الغير ، قالوا : وإنما زدنا هذا ؛ لأن النعمة إن كانت حسنة يستحق بها الشكر ، وإن كانت قبيحة لم يستحق بها الشكر .

قال : والحقّ أن هذا القيد غير معتبر ؛ لأنه يجوز أن يستحق الشكر بالإحسان ، وإن كان فعله محظوراً ؛ لأن جهة استحقاق الشكر غير جِهَةِ استحقاق الذَّم والعقاب ، فأي امتناع في اجتماعهما ؟ ألا ترى أن الفاسق يستحقّ الشكر بإنعامه والذّم بمعصيته ، فلم لا يجوز هاهنا أن يكون الأمر كذلك ؟

واعلم أن نعم الله على العَبْدِ لا تتناهى ، ولا تحصى كما قال تعالى :

{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [ إبراهيم : 34 ] .

فإن قيل : فإذا كانت النعم غير مُتَنَاهية ، وما لا يتناهى لا يحصل به العلم في حق العبد ، فكيف أمر بتذكرها في قوله : { اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ } ؟

والجواب : أنها غير مُتَنَاهية بحسب الأشخاص والأنواع ، إلاّ أنها متناهية بحسب الأجناس ، وذلك يكفي في التذكّر الذي يفيد العلم بوجود الصَّانع الحكيم .

فصل في بيان هل لله نعمة على الكافر في الدنيا

اختلفوا في أنه هل لله نعمة على الكافر في الدنيا ؟

فمنهم من قال : هذه النعم القليلة في الدنيا لما كانت مؤدّية إلى الضرر في الآخرة لم تكن نعمة ، فإن من جعل السّم في الحلوى لم يعد النفع الحاصل من أكل الحلوى نعمة لما كان ذلك سبيِلاً إلى الضرر العظيم ، ولهذا قال تعالى : { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً وَلَهمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [ آل عمران : 178 ] .

ومنهم من قال : إنه تعالى وإن لم ينعم على الكافر بنعمة الدِّين ، فلقد أنعم عليه بنعمة الدنيا [ وهو قول القاضي أبي بكر الباقلاني رحمه الله ]{[1246]} .

قال ابن الخطيب{[1247]} : وهذا القول أصوب ويدلّ عليه وجوه :

أحدها : قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ } [ البقرة : 21 ] الآيات فأمر الكُلّ بطاعته لمكان هذه النعم ، وهي نعمة الخلق والرزق .

وثانيها : قوله تعالى : { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً } [ البقرة : 28 ] وذكره في معرض الامتنان ، وشرح النعم ، ولو لم يصل إليهم من الله تعالى شَيْءٌ من النعم لما صَحّ ذلك .

وثالثها : قوله : { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } وهذا نصّ صريح ؛ لأنه خطاب لأهل الكتاب ، وكانوا من الكفار ، وكذا قوله تعالى : { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } [ البقرة : 47 ] إلى قوله : { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } [ البقرة : 49 ] .

ورابعها : قوله تعالى : { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ } إلى قوله : { وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَاراً } [ الأنعام : 6 ] .

وخامسها : قوله تعالى : { قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }

[ الأنعام : 63 ] إلى قوله : { ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } [ الأنعام : 64 ] .

وسادسها : قوله تعالى : { وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } [ الأعراف : 10 ] وقال في قصة " إبليس " : { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [ الأعراف : 17 ] .

وسابعها : قوله : { وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ } [ الأعراف : 74 ] وقال : { أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } [ الأعراف : 140 ] .

وثامنها : قوله : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ } [ الأنفال : 53 ] .

وتاسعها : قوله : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ } [ يونس : 5 ] .

وعاشرها : قوله : { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ } [ يونس : 22 ] إلى قوله : { يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ } [ يونس : 23 ] .

واعلم أن الخلاف في هذه المسألة لفظي ؛ لأنه لا نِزَاعَ في أن الحياة والعقل والسمع والبصر ، وأنواع الرزق ، والمنافع من الله تعالى إنما الخِلاَفُ في أن أمثال هذه المنافع إذا حصل عقيبها تلك المَضَارّ الأبدية ، هل يطلق عليها في العرف اسم النعمة أم لا ؟ ومعلوم أن ذلك نِزَاعٌ في مجرّد عبارة .

فَصْلٌ في النعم المخصوصة ببني إسرائيل

وهي كثيرة منها :

استنقذهم من فرعون وقومه ، وخلّصهم من العبودية وأولادهم من القَتْلِ ونساءهم من الاستحياء ، وخلصهم من البلاء ، ومكنهم في الأرض ، وجعلهم ملوكاً ، وجعلهم الوَارِثين بعد أن كانوا عبيداً للقبط ، وأهلك أعداءهم وأورثهم أرضهم وديارهم ، وأموالهم ، وأنزل عليهم [ الكتب العظيمة ، وجعل فيهم أنبياء ، وآتاهم ما لم يُؤْت أحداً من العَالَمينَ ، وظَلَّل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم ]{[1248]} المّنّ والسَّلْوَى ، وأعطاهم الحجر ليسقيهم ما شَاءُوا من الماء متى أرادوا ، فإذا استغنوا عن الماء رفعوها فاحتبس الماء عنهم ، وأعطاهم عموداً من النور يضيء لهم بالليل ، وكانت رؤوسهم لا تتشعّث وثيابهم لا تَبْلَى . رواه " ابن عباس " .

فصل في سبب تذكيرهم بهذه النعم

قال ابن الخطيب{[1249]} : إنما ذكرهم بهذه النعم لوجوه :

أحدها : أن في جملة النعم ما يشهد بصدق محمد صلى الله عليه وسلم وهي التوراة ، والإنجيل ، والزَّبُور .

وثانيها : أن كثرة النعم توجب عظم المعصية ، فذكرهم تلك النعم لكي يحذروا مُخَالفة ما دعوا إليها من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن .

وثالثها : أن تذكّر النعم الكثيرة يفيد الحَيَاءَ عن إظهار المخالفة .

ورابعها : أن تذكر النعم الكثيرة يفيد أن المُنْعِمَ خصّهم من بين سائر الناس بها ، ومن خص أحداً بنعم كثيرة ، فالظاهر أن تذكر تلك النعم يطمع في النِّعَمِ الآتية ، وذلك الطمع مانعٌ من إظهار المخالفة والمخاصمة .

فإن قيل : إن هذه النِّعم إنما كانت على المُخَاطبين وأسْلافهم ، فكيف تكون نعمة عليهم ؟

فالجواب : لَوْلاَ هذه النعم على آبائهم لما بقوا ، فصارت النعم على الآباء نعمة على الأبناء ، وأيضاً فالانتساب إلى الآباء المخصوصين بنعم الدِّين والدنيا نعمة عظيمة في حق الأولاد ، وأيضاً فإنّ الأولاد متى سمعوا أن الله تعالى خصّ آباءهم بهذه النِّعَمِ لطاعتهم وإعراضهم عن الكفر رغب الولد في هذه الطريقة ؛ لأنَّ الولد مجبول على الاقتداء بالأب في أفعال الخير ، فيصير هذا التذكر داعياً إلى الاشْتِغَال بالخيرات .

قوله : { الَّتِي أَنْعَمْتُ } .

" التي " صفة " النعمة " والعائد محذوف .

فإن قيل : من شرط [ حذف ]{[1250]} عائد الموصول إذا كان مجروراً أن يجرّ الموصول بمثل ذلك الحرف ، وأن يتّحد متعلقهما ، وهنا قد فقد الشَّرطان ، فإن الأصل : التي أنعمت بها .

فالجواب : إنما حذف بعد أن صار منصوباً بحذف حرف الجرّ اتساعاً فبقي " أنعمتها " وهو نظير : { كَالَّذِي خَاضُواْ } [ التوبة : 69 ] في أحد الأوجه ، وسيأتي إن شاء الله تعالى .

و " عليكم " متعلّق به ، وأتى ب " على " دلالة على شمول النعمة لهم .

قوله : { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } .

هذه جملة أمرية عطف على الأمرية قبلها . ويقال : " أَوْفَى " ، و " وَفَّى " ، و " وَفَى " مشدداً ومخففاً ثلاث لغاتٍ بمعنى ؛ قال الشاعر : [ البسط ]

429 أَمَّا ابْنُ [ طَوْقٍ ]{[1251]} فَقَدْ أَوْفَى بِذِمَّتِهِ *** كَمَا وَفَى بِقِلاَصِ النَّجْمِ حَادِيها{[1252]}

فجمع بين اللغتين .

وقيل : يقال : أوفيت ووفيت بالعهد ، وأوفيت الكَيْلَ لا غير ، وعن بعضهم : أن اللغات الثلاث واردة في القرآن .

أما " أوفى " فكهذه الآية .

وأما " وَفَّى " بالتشديد فكقوله : { وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } [ النجم : 37 ] .

وأما " وَفَى " بالتخفيف ، فلم يصرح به ، وإنما أخذ من قوله تعالى : { أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ } ، وذلك أن " أَفْعَل " التفضيل لا يبنى إلاّ من الثلاثي كالتعجُّب هذا هو المشهور ، وإن كان في المسألة كلام كثير ، ويحكى أن المستنبط لذلك أبو القاسم الشَّاطبي{[1253]} .

ويجيء " أَوْفَى " بمعنى : ارتفع ؛ قال : [ المديد ]

430 رُبَّمَا أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ *** تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمَالاتُ{[1254]}

و " بعهدي " متعلّق ب " أوفوا " ، و " العَهْد " مصدر ، ويحتمل إضافته للفاعل أو المفعول .

والمعنى : بما عاهدتكم عليه من قَبُولِ الطَّاعة ، ونحوه : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ } [ يس : 60 ] أو بما عاهدتموني عليه ، ونحوه : { وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ } [ الفتح : 10 ] ، { صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ } [ الأحزاب : 23 ] .

و " أُوفِ " مجزوم على جواب الأمر ، وهل الجازم الجملة الطَّلبية نفسها لما تضمّنته من معنى الشرط ، أو حرف شرط مقدر تقديره : إن توفوا بعهدي أوف ؟ قولان .

وهكذا كل ما جزم في جواب طلب يجري فيه هذا الخلاف .

وقرأ الزّهري{[1255]} : " أُوَفِّ " بفتح الواو وتشديد الفاء للتَّكثير .

و " بِعَهْدِكُمْ " متعلّق به [ وهذا ]{[1256]} محتمل للإضافة إلى الفاعل ، أو المفعول على ما تقدّم .

فصل في المراد بالعهد المأمور بوفائه

في العَهْدِ المأمور بوفائه قولان :

أحدهما : أنه جميع ما أمر الله به من غير تخصيص ، وقوله : { أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } أراد به الثواب والمغفرة .

وقال " الحسن " : هو قوله : { وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ } إلى قوله : { الأَنْهَارَ } [ المائدة : 12 ] .

وحكى " الضحاك " عن ابن عباس أوفوا بما أمرتكم به من الطَّاعات ، ونهيتكم عنه من المعاصي ، وهو قول جمهور المفسرين .

وقيل : هو ما أثبته في الكتب المتقدّمة في صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه سيبعثه على ما قال في سورة المائدة : { وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } إلى قوله : { لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } [ المائدة : 12 ] .

وقال في سورة الأعراف : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } [ الأعراف : 156 ] إلى قوله : { وَالإِنْجِيلِ } [ الأعراف : 157 ] وأما عهد الله معهم ، فهو أن يضع عنهم إصْرَهُمْ والأغلال ، لقوله : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ } [ آل عمران : 81 ] الآية وقال تعالى : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ } [ الصف : 6 ] .

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : [ إن الله تعالى ]{[1257]} كان عهد إلى بني إسرائيل في التَّوْرَاة أني باعث من بني إسماعيل نبيّاً أمياً ، فمن تبعه وصدّق بالنور الذي يأتي به أي القرآن [ أغفر له ذنبه ، وأدخله ] {[1258]}الجَنَّة ، وجعلت له أجرين ؛ أجراً باتباع ما جاء به موسى وجاءت به أنبياء بني إسرائيل ، وأجراً [ باتباع ]{[1259]} ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم [ النبي الأمي ] من ولد إسماعيل ، وتصديق هذا في القُرْآن في قوله تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } [ القصص : 52 ] إلى قوله : { أُوْلَئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ } [ القصص : 54 ] .

وتصديقه أيضاً بما روى أبو موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يُؤْتَوْنَ أجرهم مَرَّتَيْنِ بما صبروا : رَجُل من أهْل الكتاب آمن بِعِيسَى ، ثم آمَنَ بمحمّد صلى الله عليه وسلم [ فله أَجْرَانِ ] ، ورجل أدّب أَمَتَهُ فأحسن تَأدِيبَهَا ، وعلّمها فأحسن تعليمها ، ثم أَعْتَقَهَا فتزوَّجَهَا ، فله أَجْرَان ، وعبد أَطَاعَ اللَّه ، وأطاع سَيّدَهُ فله أَجْرَان " .

فإن قيل : إنْ كان الأمر هكذا ، فكيف يجوز جَحْدَهُ من جماعتهم ؟

فالجواب من وجهين :

الأول : أنّ هذا العلم كان حاصلاً عند العلماء في كتبهم ، لكن لم يكن منهم عَدَدٌ كثير ، فجاز منهم كِتْمَانُ ذلك .

الثاني : أن ذلك النصّ كان خفيّاً لا جليّاً ، فجاز وقوع الشَّكّ فيه .

فإن قيل : الشخص الموعود به في هذه الكتب ، أما أن يكون قد ذكر في هذه الكتب وَقْت خروجه ، ومكان خروجه ، وسائر التَّفَاصيل المتعلّقة بذلك ، أو لم يذكر شيء من ذلك .

فإن كان الأول كان [ ذلك ]{[1260]} النص نصّاً جليّاً وارداً في كتب مَنْقُولة إلى أهل العلم بالتواتر ، فيمتنع قدرتهم على الكِتْمَانِ ، ويلزم أن يكون ذلك معلوماً بالضرورة من دين الأنبياء المتقدمين .

وإن كان الثاني لم [ يدلّ ]{[1261]} ذلك النَّص على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لاحتمال أن يقولوا : إن ذلك المبشّر به سيجيء بعد ذلك على ما هو معتقد جمهور اليهود .

والجواب : قال ابن الخطيب{[1262]} : " لم يكن منصوصاً عليه نصّاً جليّاً يعرفه كل أحد ، بل كان منصوصاً عليه نصّاً خفيّاً ، فلا جَرمَ لم يلزم أن يعلم ذلك بالضَّرورة من دين الأنبياء المتقدّمين " .

قوله : { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } .

" إياي " ضمير منصوب منفصل ، وقد عرف ما فيه في " الفاتحة " ، ونصبه بفعل محذوف يفسره الظاهر بعده ، والتقدير : " وإيايَ ارْهَبُوا فارْهَبُون " ، وإنما قدرته متأخراً فيه ؛ لأن تقديره متقدماً عليه لا يحسن لانفصاله ، وإن كان بعضهم قدره كذلك .

والفاء في " فارهبون " فيها قولان للنحويين :

أحدهما : أنها جواب أمر مقدر تقديره : تنبّهُوا فارهبون ، وهو نظير قولهم : " زيداً فاضرب " أي : تنبه فاضرب زيداً ، ثم حذف " تنبه " ، فصار : فاضرب زيداً ، ثم قدم المفعول إصلاحاً للفظ ؛ لئلا تقع الفاء صدراً{[1263]} ، وإنما دخلت الفاء لتربط هاتين الجملتين .

والقول الثاني في هذه " الفاء " : أنها زائدة .

وقال " أبو حيان " بعد أن حكى القول الأول : فتحمل الآية وجهين :

أحدهما : أن يكون التقدير : " وإيّاي ارهبوا تنبهوا فارهبون " ، فتكون " الفاء " حصلت{[1264]} في جواب الأمر ، وليست مؤخّرة من تقديم .

والوجه الثاني : أن يكون التقدير : وتنبّهوا فارهبون ، ثم قدّم المفعول فانفصل ، وأتى بالفاء حين قدّم المفعول ، وفعل الأمر الذي هو " تنبهوا " محذوف ، فالتقى بعد حذفه الواو والفاء ، يعني : فصار التقدير : " وفإياي ارهبوا " ، فقدم المفعول على الفاء إصلاحاً للفظ ، فصار : " وإيّاي فارهبوا " ، ثم أعيد المفعول على سبيل التَّأكيد ، ولتكمل الفاصلة ، وعلى هذا في " إياي " منصوب بما بعده لا بفعل محذوف ، ولا يبعد تأكيد المنفصل بالمتّصل ، كما لا يمتنع تأكيد المتصل بالمنفصل .

و " الرَّهَبُ " و " الرَّهْب " ، و " الرَّهْبَة " : الخوف ، مأخوذ من الرّهَابة ، وهي عظم في الصدر يؤثر فيه الخوف ، وسقطت " الياء " بعد " النون " ؛ لأنها رأس فاصلة .

وقرأ ابن أبي إسحاق{[1265]} : " فَارْهَبُوني " بالياء ، وكذا : { فَاتَّقُونِي } [ البقرة : 41 ] على الأصل .

ويجوز في الكلام " وأنا فارهبون " على الابتداء والخبر .

وكون " فارهبون " الخبر على تقدير الحذف كان المعنى : " وأنا ربكم فارهبون " .

ذكره القُرْطبي .

وفي الآية دليلٌ على أنّ المرء يجب عليه ألا يخاف أحداً إلا الله تعالى ، ولما وجب ذلك في الخوف ، فكذا في الرجاء فيها دلالة على أنه يجب على المكلف أن يأتي بالطاعات للخوف والرجاء ، وأن ذلك لا بد منه .


[1235]:- البيت للنابغة الذبياني ينظر ديوانه: ص 82، والإنصاف: 1/330، وتذكرة النحاة: ص 665، وخزانة الأدب: 2/130-132، 11/33-35، والدرر: 3/19، وسر صناعة الإعراب: 1/332، وشرح أبيات سيبويه: 2/218، وشرح شواهد الإيضاح: ص 458، والشعر والشعراء: 1/101، والكتاب: 2/278، ولسان العرب (خلا)، وجواهر الأدب: ص 115، 228، والخصائص: 3/ 106، ورصف المباني: ص 168، 245، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي: 1483، وشرح المفصل: 3/68، 5/104، واللامات: ص 109، وهمع الهوامع: 1/173، الدر المصون: 1/202.
[1236]:- البيت لأحد أولاد علي بن أبي طالب ينظر شرح التصريح: 1/77، والمقاصد النحوية: 1/156، ولسعيد بن قيس الهمداني ينظر خزانة الأدب: 8/75، 76، 78، أوضح المسالك: 1/55، وخزانة الأدب: 8/60، الدر المصون: 1/202.
[1237]:- سقط في أ.
[1238]:- ورويت عن نافع والحسن والزهري وابن أبي إسحاق. انظر المحرر الوجيز: 1/133، والبحر المحيط: 1/325، وجعل أبو حيان قراءة أبي جعفر بياءين بعد الألف، وهي قراءة الأعمش وعيسى بن عمر. وانظر إتحاف فضلاء البشر: 1/390، والدر المصون: 1/202، والقرطبي: 1/226.
[1239]:- ورويت هذه القراءة عن الحسن، وهي إحدى اللغات في كلمة "إسرائيل"، انظر المحتسب لابن جني: 1/79-80، وإتحاف فضلاء البشر: 1/390، والقرطبي: 1/226.
[1240]:- البيت لأمية بن أبي الصلت ينظر ديوانه: (51)، البحر: (1/325)، الدر المصون: (1/203).
[1241]:- ينظر البحر: (1/326)، روح المعاني: (1/242).
[1242]:- تقدم برقم (178).
[1243]:- القاسم بن علي بن محمد بن سليمان الأنصاري البطليوسي الشهير بالصفار شرح كتاب سيبويه مات بعد الثلاثين وستمائة. ينظر بغية الوعاة: 2/256.
[1244]:- عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله البكري من ولد الإمام أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه الإمام أبو الفرج ابن الجوزي. البغدادي الحنبلي الواعظ، صاحب التصانيف المشهورة في أنواع العلوم من التفسير، والحديث، والفقه، والوعظ، والزهد، والتاريخ، وغير ذلك. قال الذهبي: كان مبرزا في التفسير، وفي الوعظ، وفي التاريخ، ومتوسطا في المذهب، وفي الحديث، له اطلاع تام على متونه، وأما الكلام على صحيحه وسقيمه فما له فيه ذوق المحدثين، ولا نقد الحفاظ المبرزين. تصانيفه كثيرة منها تفسيره المشهور بزاد المسير، وله جامع المسانيد وله كتاب المنتظم. ينظر البداية والنهاية: 13/28، وردت ترجمته في البداية والنهاية: 13/28، وتذكرة الحفاظ: 4/1332، وشذرات الذهب: 4/329، وطبقات الحفاظ: 477، وطبقات القراء لابن الجزري" 1/375، وطبقات المفسرين للداودي: 1/270، والعبر: 4/297، وطبقات المفسرين للسيوطي ص 50.
[1245]:- ينظر الفخر الرازي: 3/28.
[1246]:- سقط في ب.
[1247]:- ينظر الفخر الرازي: 3/30.
[1248]:- سقط في ب.
[1249]:- ينظر الفخر الرازي: 3/32.
[1250]:- سقط في أ.
[1251]:- في ب: بيض.
[1252]:- البيت لأمية بن أبي الصلت. ينظر ديوانه: (51)، البحر: (1/326)، الكامل: (2/187)، الزجاج: (1/91)، اللسان "عوف" و "قلص"، الدر المصون: (1/203).
[1253]:- القاسم بن فيره بكسر الفاء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة، ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء ومعناه بلغة عجم الأندلس الحديد ابن خلف بن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير الإمام العلامة، أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار، ولد سنة 538هـ بشاطبة من الأندلس، وقرأ ببلده القراءات، رحل إلى بلنسبة بالقرب من بلده فعرض بها التفسير من حفظه على ابن هذيل، أخذ عن كتاب سيبويه والكامل للمبرد، وأدب الكاتب. توفي سنة 590هـ بالقاهرة ودفن بها. ينظر غاية النهاية: 2/20.
[1254]:- البيت لجذيمة الأبرش وهو من شواهد الكتاب (2/153)، النوادر (210)، الهمع (2/38)، الدرر (2/41)، روح المعاني (1/242)، اللسان "شمل"، الدر المصون (1/204)، والبحر المحيط: 1/326.
[1255]:-انظر المحرر الوجيز: 1/134، والبحر المحيط: 1/330، والقرطبي: 1/227.
[1256]:- في ب: وهو.
[1257]:- سقط في ب.
[1258]:- في ب: غفرت له ذنبه وأدخلته.
[1259]:- سقط في ب.
[1260]:- سقط في ب.
[1261]:- في ب: يذكر.
[1262]:- ينظر الرازي: 3/34.
[1263]:- في ب: صدورا.
[1264]:- في ب: دخلت.
[1265]:- وقرأ بها يعقوب ووافقه الحسن وصلا. انظر المحرر الوجيز: 1/134، والبحر المحيط: 331، والقرطبي: 1/227، وإتحاف فضلاء البشر: 1/390.