تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تُقۡسِطُواْ فِي ٱلۡيَتَٰمَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَعُولُواْ} (3)

قوله تعالى : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } الآية ، روي أنها نزلت في أهل المدينة يكون الرجل عنده الأيتام وفيهم من يحل له تزويجها فيقول : لا أدخل في رباعي أحداً كراهة أن يدخل غريب فيشاركه في مالها ، فربما يتزوجهن لمالهنَّ ويسيء صحبتهنَّ ويتربص بهنَّ أن يمُتنَّ فيرثهنَّ ، فنهى الله تعالى عن ذلك ، وقيل : كان الرجل من قريش يتزوج العشر من النساء ، وأكثر وأقل ، فإذا صار معدماً يلزمه من مؤن نسائه مال على مال اليتامى الذي معه وأنفقه فنزلت الآية ، وأمرهم الله بالاقتصار على أربع وأن لا ينفقوا من مال اليتامى ، قوله تعالى : { ما طاب لكم } أي ما حل لكم من النساء لأن منهنَّ من يحرم كالأجنبيات واللاتي في آية التحريم { فإن خفتم ألا تعدلوا } بين هذه الأعداد كما خفتم ترك العدل فيما فوقها { فواحدة } فالزموا أو فاختاروا واحدة وذروا الجمع رأساً ، قوله تعالى : { أو ما ملكت أيمانكم } قال جار الله : سوّى في السهولة واليسر بين الحرة الواحدة وبين الاماء من غير حصرٍ ولا توقيت عدد ، لا عليك أكثرت منهنَّ أو أقللت ، عدلت بينهنَّ في القسم أم لم تعدل ، قوله تعالى : { ذلك أدنى ألاَّ تعولوا } أقرب من أن تميلوا ، من قولهم عال الميراث عولاً إذا مال ، أو ميراث فلان عائل ، وعال الحاكم في حكمه إذا جار ، وروت عائشة ( رضي الله عنها ) معنى أن لا تعولوا أن لا تجوروا ، وروي عن الشافعي ( رضي الله عنه ) أنه فسّر ألا تعولوا أن لا يكثر عيالكم .