قوله تعالى : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } .
قال البخاري : حدثنا إبراهيم ابن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها ، وكان لها عذق وكان يمسكها عليه ولم يكن لها من نفسه شيء ، فنزلت فيه { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } أحسبه قال : كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله .
( الصحيح 8/86-87 ح4573-ك التفسير-سورة النساء ، ب{ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } ) . العذق : النخلة ، وبالكسرعذق : العرجون بما فيه الشماريخ ، ويجمع على عذاق . ( النهاية لابن الأثير 3/199 ) .
وقال البخاري : حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } ؟ فقالت : يا ابن أختي ، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن يتزوجها بدون أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن أعلى سنتهن في الصداق ، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن . قال عروة قالت عائشة : وإن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية ، فأنزل الله { ويستفتونك في النساء } قالت عائشة : وقول الله تعالى في آية أخرى{ وترغبون أن تنكحوهن } رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال ، قالت : فنهوا عن أن ينكحوا من رغبوا في ماله وجماله في يتامى النساء إلا بالقسط ، من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال .
( الصحيح 8/87 ح4574-ك التفسير-سورة النساء ، ب { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } ( وصحيح مسلم 4/2314-ك التفسير ) .
اخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس قال :
كانوا في الجاهلية ينكحون عشرة من النساء الأيامى ، وكانوا يعظمون شأن اليتيم ، فتفقدوا من دينهم شأن اليتيم وتركوا ما كانوا ينكحون في الجاهلية ، فقال { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من
النساء مثنى وثلاث ورباع } ونهاهم عما كانوا ينكحون في الجاهلية .
قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن مهدي ، ثنا النفيلي ، ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في هذه الآية : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } قال : فكما خفتم أن لا تعدلوا في اليتامى فخافوا أن لا تعدلوا في النساء ، إنما جمعتموهن عندكم .
قال ابن ماجة : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي . ثنا هشيم عن ابن أبي ليلى ، عن حميضة بنت الشمردل ، عن قيس بن الحارث ، قال : أسلمت وعندي ثمان نسوة ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ذلك له . فقال : »اختر منهن أربعا " .
وقال ابن ماجة : حدثنا يحيى بن حكيم . ثنا محمد بن جعفر . ثنا معمر عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " خذ منهن أربعا " .
( السنن ح 1952 ، 1953-النكاح-باب الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة ) ، حديث قيس بن الحارث : أخرجه أبو داود من طريق هشيم به . ( السنن 2/272-الطلاق ) . و قال ابن كثير : وهذا الإسناد حسن . ( التفسير 2/184 ) وقال الألباني : حسن . ( الإرواء 6/295 ) . وحديث ابن عمر : أخرجه أحمد و الترمذي و ابن حبان والحاكم من طرق عن معمر به . ( المسند 2/44 ، 14 ) ، ( السنن – النكاح 4/278 ) ، ( موارد الضمآن 1377 ) ، ( المستدرك 2/192 ) .
وقد أعله جماعة ووهموا فيه معمر بن راشد ولكن قد تابعه غيره على روايته ، فقال بن كثير : وهذا الإسناد الذي قدمناه من مسند الإمام أحمد رجاله ثقات على شرط الصحيحين . ثم قد روي من غير طريق معمر ، ثم ذكره بإسناد النسائي إلى سرار بن مجشر عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن عمر بنحوه وقال : قال أبو علي بن السكن تفرد به سرار بن مجشر وهو ثقة وكذا وثقه ابن معين قال أبو علي وكذلك رواه السميدع بن واهب عن سرار . وقال الحافظ بن حجر : ورجال إسناده ثقات ( التلخيص الحبير 3/169 ) وقال الألباني : صحيح . ( انظر التفسير 2/183 ، 182 والإرواء 6/291-295 ) .
قوله تعالى { أدنى ألا تعولوا }
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : يعني ألا تميلوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.