{ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع }
في صحيح البخاري عن عائشة أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان لها عذق( {[1306]} ) ، وكان يمسكها عليه ، ولم يكن لها من نفسه شيء فنزلت فيه { وإن خفتم ألا تقسطوا } ، أحسبه قال : كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله ؛ وفيه عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى : { وإن خفتم ألا تقسطوا } قالت : يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا إليهن ، ويبلغوا بهم أعلى سنتهن في الصداق ، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن ؛ قال عروة : قالت عائشة : وإن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فأنزل الله : { ويستفتونك في النساء } ( {[1307]} ) ، قالت عائشة : وقول الله في الآية الأخرى : ( وترغبون أن تنكحوهن ) رغبة أحدهم عن يتيمته إذا كانت قليلة المال والجمال ، فنهوا أن ينكحوا من رغبوا في مالها وجمالها من النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال ؛ والإقساط : العدل ، والله تعالى يقول : ( . . وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ) ( {[1308]} ) ، بخلاف قسط ، فإنها تعني : جار وظلم ، جاء في الكتاب العزيز : ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) ( {[1309]} ) ؛ { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } إن غلب على ظنكم أن تجوروا وتظلموا اليتيمة التي تتولون أمرها إذا تزوجتموها فتزوجوا من يحل لكم من النساء غيرها ، وتطيب به نفوسكم وتستحسنوه ، إن شاء أحدكم اثنتين ، وإن شاء ثلاثا ، وإن شاء أربعا ؛ إن قيل : كيف جاءت { ما } للآدميين وإنما أصلها لما لا يعقل ؟ ؛ فعنه أجوبة خمسة : الأول أن مَن وما قد يتعاقبان ؛ قال الله تعالى : ( والسماء وما بناها ) ( {[1310]} ) أي : ومن بناها ؛ وقال : ( . . فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع . . ) ( {[1311]} ) ؛ ف { ما } ههنا لمن يعقل وهن النساء _( {[1312]} ) { فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة } قال الضحاك : في الميل والمحبة والجماع والعشرة ، والقسم بين الزوجات الأربع والثلاث والاثنين ، فواحدة ؛ { أو ما ملكت أيمانكم } من غلب على ظنه أنه لن يقدر على العدل بين الزوجتين أو الزوجات فليتزوج بواحدة يقتصر عليها ولا يتجاوزها ، أو يستمتع بالجارية المملوكة ؛ _ وفيه دليل على أنه لا حق لمملوكات في القسم ، كما يدل على ذلك جعله قسيما للواحدة في الأمن من العدل ؛ وإسناد الملك إلى اليمين ، لكونها المباشرة لقبض الأموال وإقباضها ، ولسائر الأمور التي تنسب إلى الشخص في الغالب ، . . ، قوله : { ذلك أدنى ألا تعولوا } أي : ذلك أقرب إلى ألا تعولوا( {[1313]} )_( {[1314]} ) ؛
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.